مدى شلبك - النجاح الإخباري - في مثل هذا اليوم من العام الماضي، بدأت العمل محرّرة صحفية في موقع "النجاح الإخباري".
خلال عام استطعت أن ألمس التغير في أدائي المهني، فقد باتت الكتابة الصحفية، والإخبارية تحديدًا، أسلس بالنسبة لي مما كانت عليه في السابق، ومعالم المهنة أصبحت أكثر وضوحًا.
وأدركت أنَّ الدراسة الأكاديمية على أهميتها لا يمكن أن تثمر دون ممارسة المهنة، الأمر يشبه ملامسة الواقع ومن ثم َّاختباره، كما وتمنح الصحفي المجال لاختبار نفسه في أكثر من مرحلة، وهو ما يلزم لوضع الصحفي في بداية طريق الكتابة الصحفية الأوسع.
ومن ضمن الأشياء المهمة التي تثري الصحفي، هي العمل الجماعي مع الزملاء داخل بيئة العمل؛ زميل يجمع الأخبار، وآخر يزوده بمعلومات مترجمة، وثالث يدقق المادة المكتوبة، ورابع ينشرها على مواقع التواصل الاجتماعي، وهكذا..
وبذلك يدرك الصحفي أهمية وقيمة الشراكة الكفيلة بإيصال المادة إلى الجمهور بجودة عالية.
وكون السوشال ميديا أصبحت جزءًا متجذرًا في حياتنا، فقد كانت من أهم المنصات التي استطعت الاستفادة منها خلال عملي، ففي الماضي اقتصر استخدامي لمواقع التواصل الاجتماعي على التلقّي، ولكن اليوم يمكن استخدامها للتعريف عن عملي والمواد المكتوبة التي أعدّها، ما يسمح بوصولها لأكبر عدد من المتابعين، بإسلوب تفاعلي خالي من الجمود.
الصحافة مهنة إنسانية
بما أنَّني دخلت ميدان العمل فيتوجب عليَّ تنفيذ مهام كنت أظنُّها في السابق صعبة أو مقلقة، وبعد التجربة العملية والمتكررة، وجدتها بسيطة، وباتت إحدى تفاصيل اليوم، وأيضًا سرعة تدفق الأخبار وتنوعها يلعب دورًا مهمًا في كسر الروتين، وهنا يكون الحديث عن تذليل العقبات، فما تراه اليوم صعبًا بعد التجربة سيصبح عاديًا مع طول أمد الممارسة.
لعلَّ أكثر ما يعاني منه الصحفي العامل في مجال تحرير الأخبار ونشرها هو ضغط العمل، فخلال ساعات العمل سيطرأ أيُّ عاجل: استشهاد مواطن.. مصرع طفل.. حادث سير.. عملية سطو.. إلخ
مما يضع الصحفي في سباق مع الوقت، وتوتر مضاعف ناتج عن الحاجة لتحديث الأخبار أولاً بأوَّل، ومن ثمَّ إيصالها للجمهور.
ولكن حرص الصحفي على أن يكون سريعًا في نشر الخبر، لا يلغي شعوره بمسؤولية عالية حول دقة معلوماته ومدى صوابها ومراعاتها للمعايير الإنسانية، فالسرعة في نشر الخبر مثلاً لا يجب أن تكون على حساب الجانب الإنساني للصحفي، كما أنَّها لا يمكن أن تكون على حساب الدقة.
وهو من أهم الدروس التي يتعلمها الصحفي سواء في مجال المهنة، أو في الحياة بإطارها العام.