جهاد قاسم - النجاح الإخباري - جهاد قاسم: لم يكن لدي معلومات مسبقة بوجود شبيه لبلدي ديربلوط بالاسم الا بعد ان كتب عنها الاعلامي المخضرم ابن بلدي عيسى قاسم.. واين ؟!!
في سوريا جميل جدا ان تحفظ هذه المعلومة وان تبحث عن اسم شبيه لبلدك في اماكن اخرى لترى التشابه والاختلاف بين البلدين وتبدأ بجولة غوص في القراءة عن البلدتين. القدر شاء ان يكون طريق المعرفة مختلفا ومأساويا هنا حيث كتب الاعلامي عيسى قاسم عن ديربلوط السورية انها تشبه ديربلوط الفلسطينية بالاسم ، والسبب هو الحرب.
فالعملية التركية في عفرين هي سبب هذه الصدفة ، حيث المعارك المشتعلة بين الجيش التركي والاكراد هناك وسقوط مئات من القتلى بين الطرفين حتى في ديربلوط السورية نفسها. فقرية ديربلوط الحلبية منطقة ساخنة في هذه الايام نتيجة لاشتداد المعارك هناك ،وعملية غصن الزيتون تتخذ منعطفا خطرا في ظل اصرار جميع الاطراف على حسم المعركة مع انها لن تحسم في يوم وليلة وبهذه السهولة.
الامر لا يختلف عن ديربلوط الفلسطينية ، فهي بلدة يحدها من الشرق ثلاث مستوطنات و حاجز اسرائيلي جاثم منذ سنوات على مدخل القرية التي تقع في محافظة سلفيت وتشتهر بانتاجها لكثير من المحاصيل الزراعية مثل القمح والفقوس والبصل والثوم، ومن الغرب جدار فاصل يفصل الاراضي المحتلةحيث لا يفصل ديربلوط عن هذه الاراضي ومطار اللد سوى 2 كلم متر فقط ، ويكتمل الجدار الفاصل في الجنوب ايضا لينخر البلدة، وحتى في الجهة الشمالية وجود له في بعض من اجزائها.
سخونة الحرب في ديربلوط السورية تختلف قليلا عن ديربلوط الفلسطينة فالجيش التركي والموالون له يحاولون احداث ثغرة في الجهة الغربية من بلدة ديربلوط والمنطقة الشمالية الغربية للبلدة لايجاد طريق جنوب منطقة عفرين واحداث حالة من الامن في المنطقة الحدودية ودحر الاكراد الى مناطق ابعد ..
الامر مختلف في ديربلوط الفلسطينية مع انه مشتعل دون ان يكون هناك قصف صاروخي وقوات مسلحة على الارض، الا ان انياب الاستيطان دمرت معالم القرية ، فمعظم جبالها المطلة تم الاستيلاء عليها من قبل الاحتلال واقيمت مستوطنات اسرائيلية عليها، وسط تأكيد الاحتلال بانه لن يسلّم البلدة واطلالها للدولة الفلسطينية تحت اي ظرف اتفاق للسلام.
وما يؤكد هذه النظرة الاسرائيلية ان رئيس وزارء الاحتلال السابق ارائيل شارون قال عند زيارته جبال البلدة انها تعتبر شرفة اسرائيل ويجب احكام السيطرة عليها.
ومع تشابه الموقف في الديرين وبلوطهما فإنّهما ينتظران دون ادنى شك تحررا سريعا من الاحتلال في فلسطين و الاتراك والاكراد في سوريا ..فهل سيتحقق الحلم وتجمعهما صفة منبر السلام والاستقرار..فمتى ذلك؟