عيسى قراقع - النجاح الإخباري - بشكل محموم يتسابق القراصنة في الكنيست الاسرائيلي في تشريع قوانين عنصرية وانتقامية ومعادية لحقوق الشعب الفلسطيني وحقوق الأسرى في سجون الاحتلال، فمن مشروع قانون اعدام الاسرى الى مشروع قانون خصم عوائد الضرائب من اموال السلطة الفلسطينية بحجة دعم عائلات الاسرى والشهداء والجرحى الى مشاريع وقوانين تشريع التعذيب واعتقال القاصرين ورفع الاحكام بحقهم واحتجاز جثامين الشهداء وسياسة الغرامات والتعويضات والعقوبات الفردية والجماعية وغيرها.
هي دولة بلطجة لا ترى العالم ولا تحترم وتلتزم بالمعاهدات والاتفاقيات الدولية والانسانية ولا حتى بالشرائع الأخلاقية والدينية ، دولة مشبعة بقناعات وفتاوي القتل العمد والاعدام الميداني للشبان والفتيات ، وفتاوي الوحشية الى تسمح بتعذيب الاطفال الاسرى والتنكيل بهم والتفنن في إهانتهم وإذلالهم منذ لحظة الاعتقال وخلال استجوابهم، ولا تجيد سوى اطلاق الرصاص لأي سبب وحمل العصي والهراوات وقنابل الغاز واقتحام المنازل في منتصف الليل وإثارة الرعب والفزع والدمار.
هنا دولة مافيا، يحكمها متطرفون ومستوطنون وعسكريون، دولة دكتاتورية لا تعترف بوجود فلسطينيين على هذه الارض، وإن وجدوا يستحقون الموت والابادة وحبل المشنقة، دولة جدران ومستوطنات وحواجز ، تتغلغل في شرايينها منظمات الارهاب اليهودي المتطرفة والحاكمة بنزعاتها الدينية والفاشية والعدوانية.
هنا دولة قراصنة، تمارس الابتزاز المالي والضغط والتهديد باحتجاز اموال الشعب الفلسطيني من عوائد الضرائب تحت ذريعة اعانة أهالي الاسرى والشهداء والجرحى، متناسية ان كل القتلة والمجرمين اليهود يتلقون رواتب ومساعدات وحياة رغيدة من قبل حكومة الاحتلال ومؤسساتها الاجتماعية ، بل يتلقون الحماية والحصانة والافتخار بهم وبأعمالهم الاجرامية.
هنا دولة عسكرتارية إسبارطية تخاف من ارواح الشهداء الفلسطينيين الذين قتلتهم فتقوم باحتجازهم كقوالب ثلج في ثلاجاتها او في مقابر الارقام سنين طويلة، وتلاحق عائلاتهم، تهدم بيوتهم وتفرض غرامات مالية عالية عليهم وتلاحقهم في كل مكان.
هنا دولة تعيش في معسكر واسع، تتغنى بالحرب، تعشق السلاح وتقدس الموت، ذاكرتها ذاكرة موت، تحتفل بالمجرمين وتقدم لهم النياشين، انهم ابطال قوميين اجادوا قنص الضحايا واصابتهم بالرأس، اعدموا الشهيدالمقعد مبتور القدمين ابراهيم ابو ثريا على حدود غزة من وراء البحر والاسلاك، اجادوا عملية التأكد من الموت بإطلاق وابل من الرصاص على الضحية، رقصوا وغنوا حول الدم وزهق الارواح في الشوارع والساحات.
هنا دولة لا يردعها اي شيء، محققوها يتلذذون بتعذيب الطفل محمد خميس 16 سنة، يدخل المحقق اصابعه في فم الطفل ويقوم بعملية (فلخ) لفمه في حين يواصل الجنود ضربه بالارجل واعقاب البنادق والاحذية ذات النعال الحديدية، والدوس على جسمه وتوجيه الشتائم البذيئة والقذرة له.
هنا دولة معربدة ترفض الافراج عن الجريحة اسراء جعابيص وعن الأسرى المرضى والجرحى من ذوي الحالات الخطيرة بسام السايح ومنصور موقدة ومحمد براش وخالد الشاويش ومعتصم رداد وناهض الاقرع وعلاء الهمص ويسري المصري وفؤاد الشوبكي وغيرهم، الاطباء في زي جلادين وقد اعدوا النعوش والاكفان السوداء.
هنا دولة سجون وسجانين ، كتيبة كاملة تعتقل الطفل فوزي الجنيدي 16 سنة، يكسرون كتفه ويكبلون جسمه بالحديد، ويهاجمون الطفلة عهد التميمي 16 سنة ويعتقلونها مع امها لانها صفعت المحتلين وطردتهم عن عتبة بيتها وانتصرت لطفولتها ولأطفال فلسطين.
هنا دولة ال 25 سجنا ومعسكرا يحتجز فيها 7 آلاف اسير وأسيرة فلسطينية، دولة قتلت 212 شهيدا في سجونها تعذيبا ومرضا واعداما ، تلاحق الاسير في زنزانته ، تلاحق الكتاب والدفتر، تلاحق حق الاسير في الزيارة وحق الاسير في ان يعيش بكرامة ، تخاف من القصيدة ومن حبات الملح ومن جوع الاسرى في مواجهة غطرسة القوة والاذلال والاعتقال التعسفي.
هنا دولة فاسدة اخلاقيا وقانونيا وإداريا، رؤسائها وضباطها ورؤساء حكوماتها ورؤساء بلدياتها وقضاتها حوكموا بتهم الفساد وارتكاب اعمال لا أخلاقية، تتقيأ فسادها على الآخرين عدوانا وكراهية وانتقاما.
هنا دولة ابرتهايد تمارس جريمة الفصل العنصري في المنطقة ، تلاحق مؤسسات حقوق الانسان، وتلاحق المنشورات على مواقع التواصل الاجتماعي ، تختبيء خلف الجدار، تغذي التطرف الثقافي في مناهجها التعليمية، وتمارس محاكمها العسكرية التمييز العنصري في الاحكام والاجراءات.
هنا دولة قال فيها المقرر الخاص السابق للأمم المتحدة لحقوق الانسان في الاراضي المحتلة بأنها اصبحت دولة فصل عنصري، وأنه لا يمكن لأي شعب ان يقمع بصفة دائمة من قبل قوة عسكرية وبطرق إدارية اجبارية بدون النظر الى البنية التي نجمت في اسرائيل كنظام أبرتهايد.
هنا دولة تكره السلام والعدل، بل اصبحت تشكل خطرا على السلم والامن في العالم ، دولة منفلته من عقالها ، لا تحترم ميثاق وقرارات الامم المتحدة، لا تعترف باتفاقيات جنيف ولا بمباديء حقوق الانسان، تهاجم المقدسات في القدس ، وتعتدي على القدس جغرافياً وديمغرافياً وتاريخياً ، تبحث لها عن مكان وعاصمة، بالتهويد والاستيطان وبالمذابح والاساطير والاسلحة.
هنا دولة قراصنة يصدق فيها قول الصحفي الاسرائيلي جدعون ليفي: اسرائيل اكثر الانظمة وحشية في الشرق الاوسط ، ومن اشد الطغاة على الأرض اليوم.