منال الزعبي - النجاح الإخباري - تتراقص الأسئلة والإجابة تعزف لغة الصمت عما بعد إعلان ترامب حول القدس، مرحلة تعتبر تمهيداً لما هو أخطر.
إنَّ اعتراف أميركا بالقدس عاصمةً للكيان الصهيوني، ونقل سفارتها من تل أبيب إليها بعد ستة أشهر من الآن كان أًمرًا منتظراً منذ سنوات.
إلا أنَّ ما يدعو للقلق والجدل هو موقف الدول العربية التي باتت تعلن دعمها ومساندتها للدول الغربية ومشروعها الصهيوني في السر والعلن في كل ما يقوم به ضد الشعب الفلسطيني، فجل الأنظمة بمنطقتنا تسبّح وتبارك لهم قراراتهم، وحتى شجبها وتنديدها مجرد مسرحية تكتبها إسرائيل وتمثلها بعض دول العرب ويخرجها كل من أمريكا وبريطانيا في حين يصفق آخرون.
موقف بريطانيا من وعد بلفور، ووفاء ترامب بوعده الذي قطعه للوبي الصهيوني خلال الحملة الانتخابية أمر عادي، فهم آل بيت واحد وأصحاب هدف واحد ووجوه لعملة واحدة.
والأجدر أن يدور الحديث اليوم حول ما يتم التنظير له في العديد من الدول العربية تحت مسمى "صفقة القرن"، التي أساسها إقامة "وطن بديل للفلسطينيين" وتخليهم عن حق العودة لأراضيهم حسب حدود (1967)، واعترافهم بالدولة المحتلة، مخطط تساهم فيه وترعاه دول عربية للأسف، ممن أطلقوا حملة تطبيع شاملة مع الغرب والصهاينة على اعتبار أنَّهم حلفاء في مواجهة التمدد الشيعي بقيادة إيران.
الخطوة القادمة ما يعمد الصهاينة لتنفيذه بأيد عربية من خلال إخلاء سيناء، المرتقب أن تكون الأرض البديلة للفلسطينيين بتمديدها على أراضي غزة، أما الضفة الغربية -حسب خطتهم- فسيتم منحها حكماً ذاتياً تابعاً للمركزية الصهيونية كما يرى الكثير من المحليين السياسيين.
كشعوب عربية وجب علينا التكاتف وتوحيد الصفوف والخطوات لمواجهة هذا الغزو الغاشم وردع الخارجين عن السرب، هناك الكثير من الإجراءات التي يمكن أن نتّخذها للوقوف في وجه إسرائيل وعرقلة مساعيها ووضع إشارة "قف" في وجه أمريكا وبريطانيا، آن أن تقف الشعوب على قدم وساق في وجه إسرائيل بكل ما أوتيت من قوة.
أما القدس فهي قلب فلسطين، وستبقى كذلك إلى أن يرث الله الأرض ومَن عليها ما دُمنا أمّة واحدة مؤمنة بالقضية ومستعدين للتضحية بالغالي والنفيس من أجها.