منال الزعبي - النجاح الإخباري -  مائة عام  مرّت على وعد بلفور ولا يزال الصراع مستمرًا، ولازال  الفن والأدب مرآة تعكس الواقع وتخلده فهي من أنجح الوسائل في مواجهة الظلم وتوضيح الحقائق، تناولت الكثير من الروايات العربية القضية الفلسطينية نذكر منها:

رواية أرض الميعاد

رواية  للروائي "يوري كولينسكوف" تعرّج على تاريخ فلسطين والهجرة الصهيونية لها تحت شعار"أرض بلا شعب لشعب بلا أرض".

رواية قديمة من إصدار دار التقدم في موسكو، وهذه الرواية تسببت بإغلاق المكتبة الشعبية في مدينة نابلس  مدة ثلاثة أشهر من قِبل الاحتلال الإسرائيلي عام (1986).
"على الجانب الآخر"

لجأت الكاتبة المصرية الشابة "إنجي مطاوع" لاستعراض الحالة المجتمعية التي وصل إليها طرفي الصراع -الفلسطينيون أصحاب الأرض و الإسرائيليون المغتصبون- وذلك كله في عرض روائي درامي مميز أسمته "على الجانب الآخر"، وهو عمل أدبي يمثل واقع العلاقات بين الطرفين، وكيف أنَّهما يتعايشان في قلق وترقب دائم من جراء التصرفات الصهيونية الغاشمة التي تلاقيها حركات المقاومة الجهادية الفلسطينية بالرد الرادع في بعض الأحيان إذا ما توفّر إلى ذلك سبيل.

وتضم الرواية قدرًا لا بأس به من المعارف والمعلومات العامة التاريخية والجغرافية والعقائدية التي تخص كلا الطرفين؛ حيث تمكنت مطاوع من توظيف ذلك  في إطار وحبكة درامية متميزة، عرضت خلالها المعلومات بسلاسة ضمن مواقف وأحداث وحوارات ثنائية وجماعية دارت بين شخصيات الرواية، والذين كان معظمهم زملاء من نفس الجامعة التي شهدت ظهور علاقة غرامية بين زميلين أحدهما شاب فلسطيني وطني حر مكافح يسعى لتحرير وطنه من الاحتلال الصهيوني، والأخرى فتاة إسرائيلية لأبَوَيْنِ صهيونيَيْن متشدّدَيْن تجاه الفلسطينيين والعرب بشكل عام، وأخ حانق على العرب ويتمنى لو يغمض جفنه فيزول الفلسطينيون قبل أن يرتد إليه أو يُنْسَفون او يُحَرَّقون وهم أحياء كما فعل هتلر في اليهور إبان الحرب العالمية الثانية حسب ادّعائهم.

 امتدت أحداث  الرواية  منذ العام ( 1939 - 1945)، كان هذا محور تشعب مختلف أحداثها.

وتناول الكثير من الكتاب الفلسطينين  موضوع المقاومة في روايات وصلت العالمية، منهم ايميل حبيبي في رواية "الوقائع الغريبة في اختفاء سعيد أبي النحس المتشائل"، ورواية أطياف والطنطورية لرضوى عاشور التي روت قصة احتلال فلسطين وحرب لبنان إلى مطلع الألفية الثانية، قبيل النكبة وخروج الفلسطينون من قراهم وصولًا إلى مخيمات الشتات، ملحمة تختصر عقودًا من تاريخ فلسطين بحقائق تاريخية تامّة في حبكة درامية.

وأرّخ غسان كنفاني ثورة فلسطين الكبرى( 1936 -1939) ، وكانت له عدة دراسات أدبية بشأن الأدب الفلسطيني في فلسطين المحتلة والأدب الصهيوني، بجانب المسرحيات والقصص القصيرة التي كتبها، لربما أهمها " رجال في الشمس" الرواية التي طرقت الضمائر من خلال إيصال صوت طرق الفلسطينين الثلاثة على جدار الخزان.

أن نطرق جدار الخزان هو الأمل الأخير في النجاة وعدم الاستسلام، ولا يزال هناك أدباء عرب كثيرون، وغير عرب يطرقون جدران الخزان الذي يضيق كل يوم أكثر وأكثر، سواء بالرواية أو بالقصص القصيرة أو بالشعر أو بالسيّر الذاتية، وفي الذكرة المئوية لوعد بلفور الظالم يصرخ الفلسطينيون مطالبين بريطانيا بالاعتذار عما اقترفت يدا بلفور.

 ربما سيكتب اليهود يومًا: "هذا ما جناه علينا بلفور، تجنينا على الفلسطينين فجنوا علينا""

حينها سيطالب آخر يهودي بريطانيا بالاعتذار عن وعد بلفور.