منال الزعبي - النجاح الإخباري -
يفرض البعض بحنكة وذكاء خياراته عليك دون أن تدري فيجعلك تختار ما يمليه عليك.
هل زرت صديقًا لك في بيته وسألك: هل تشرب شايًا أم قهوة؟
هنا يستحيل أن يخطر ببالك أن تطلب عصيرًا مثلًا!
يسمى هذا الأسلوب أسلوب التأطير،وهو أسلوب نفسي يجعل عقلك ينحصر في اختيارات محدَّدة فرضت عليك لا إراديًا تمنع عقلك من البحث عن خيارات أخرى، يعمد البعض إلى ذلك الفعل بهندسة وذكاء، فهم ويمارسون التأطير بقصد ويفرضون من خلاله خياراتهم على الآخرين وهي قوة حقيقية يستخدمها الساسة والحكّام والكتّاب والكثير من الناجحين والشخصيّات المؤثرة.
ينصح خبراء التربية والأطباء النفسيون الأهل باتباع هذا الأسلوب في تربية أبنائهم فمثلًا عندما تقول الأم لطفلها:
ما رأيك..هل تذهب للفراش الساعة الثامنة أم التاسعة؟
سوف يختار الطفل الساعة التاسعة.. وهو ما تريده الأم مسبقاً دون أن يشعر أنَّه مجبر لفعل ذلك.
هو أسلوب مجدي ففي المدارس والتعامل مع المرضى لإقناعهم بتلقي العلاج ومع كبار السن تجنبًا لسلوكهم الرافض مسبقًا.
أثبتت الدراسات أن تأثير التأطير من أقوى التحيزات في صنع القرار.
هذا الأسلوب النفسي المدروس يزيد من تأثيرك وقدرتك على الإقناع وإدارة الحوار فعندما تحصر تفكير الطرف المواجه لك بخيارات في سياق واحد فقط من إطارين ستضطره حتمًا للرضوخ لأحدهما نزولًا عند رغبتك في حين يظن أنّه من يعبر عن وجهة نظره.
يستخدم هذا الأسلوب في السياسة والإعلام فهو أسلوب قوي في قيادة الآخرين والرأي العام من خلال وضع خيارات وهمية تقيد تفكير الطرف الآخر.. إذ يضع الحدث في إطار يدعم به القضية التي يريدها ويمليها على المتلقي الذي يأخذها مسلمات غير قابلة للنقض.
تقول الحكمة " من يضع الإطار، يتحكم في النتائج" إلا أنَّ وعي الإنسان ومعرفته، تزيد من قدرته على التمرد على هذه الأطر والقيود وكشفها ومن ثمّ الخروج منها بحنكة.
تبقى هذه الأطر لعبة الإعلام والسياسة والخطباء والكتاب والأشخاص غير العاديين ممن تعمقوا في فهمهم وإدراكهم لأنفسهم أولًا ولما يدور حولهم ثانيًا، فلا تكن صورة للإطار الذي يريده الآخرون.