يحيى رباح - النجاح الإخباري - اهلا وسهلا بالعاهل الأردني جلالة الملك عبد الله الثاني بن الحسين ضيفا عزيزا على شعبنا الفلسطيني ورئيسنا الفلسطيني أبو مازن في رام الله، اهلا به شقيقا توأما، وشريكا فاعلا، وفارسا شجاعا، اقتبس من القدس في معركتها الأخيرة حول الأقصى مجدا لا يعلوه مجد، اهلا به، لأن انتصار الأقصى الذي تحقق على ايدي المقدسيين الشجعان الذين حققوا هذا النصر باستلهامهم العظيم لقيادتهم، وفهمهم العميق لعدوهم الذي اسمه الاحتلال الإسرائيلي، يريدون لانتصار القدس ان يكون مفتوحا على الانتصار الأكبر وهو إنهاء الاحتلال بكل مفرداته الرديئة، فالاحتلال هو الاستيطان، وهو التهويد، وهو الإرهاب بأبشع صوره، وهو الإعدام الميداني، والاعتقال الإداري، والسجن الانفرادي، وهو كهف كل الشرور ومصدر كل البلايا، ولذلك لا بديل عن انهائه، ولا مرادف آخر لرحيله.
وهذه الزيارة السامية لجلالة الملك عبد الله بن الحسين لرام الله، ولقائه شقيقه الرئيس أبو مازن لها دلالاتها التي لا تخفى على احد، وسوف يتابعها القريب والبعيد، لأن إسرائيل على رأسها نتنياهو قد علق في العاصفة، اعتقد، "ويا لبلاهة الاعتقاد"، ان الأقصى موضوع سهل، فارتطم بالجبل الكبير وغاص فيما لا تحمد عقباه، ولذلك فإنه علق في العاصفة، لأن القدس واقصاها وقضيتها التي هي قضية الشعب الفلسطيني والأمتين العربية والإسلامية، وطالبي السلام في العالم أكبر من ذلك بكثير، لا تنفع معها سياسة إدارة المناوشات، بل هي تؤسس لمعارك كبيرة، وكانت معركة الأقصى التي بدأت في صباح الرابع عشر من تموز الماضي علامة فارقة.
نتنياهو استعان كعادته بحلفائه الذين صنعهم بيديه، واستعان بالمستوطنين، (لصوص الأرض)، واستعان بمجالس المستوطنات ومجالس الحاخامات، فهؤلاء هم حزبه الأصلي، لكن المعركة التي اديرت من الجانب الفلسطيني بفهم عميق ودراية كاملة جعلت هؤلاء جميعا يتخبطون، حتى ان بعض المتساقطين من الجانب الفلسطيني وجدوا انفسهم خارج المشهد، خارج النصر، ويتلون على مسامع بعضهم نصوصا قديمة لا يكاد يفهمها احد.
نتنياهو لم يقبل الاستقالة، وهذا معناه انه اختار العناد، في هذا العناد ليس عنده سوى ادواته القديمة، وهو يستغلهم الى اقصى مدى، ما زال العشرات والمئات ينتظرون اشاراته في اقتحامات استفزازية وفي صرخات هستيرية، والتشاور هنا معهم للغاية، وزيارة الملك عبد الله هي تكريس لهذا المنهج واعلاء لهذا المعنى، المعركة اكبر من مناوشات، ومجموعات سائبة وخرافات لم يعد يصدقها احد، المعركة تنتقل بنا من محطة الى أخرى بتحضير دقيق وتشاور شامل وسد المنافذ امام المفاجآت، واذا كان نتنياهو يخوض معركته الأخيرة مع شعبنا على قاعدة الأكاذيب، ومسرحيات اللامعقول، وعروض "الستربتيز" التي رأيناها، وهو ينزل عن الشجرة، فهذا اختياره وليس اختيارنا، نحن نريد لنصر الأقصى ان يظل مفتوحا على ما بعده، أي الخلاص من الاحتلال ابشع البشاعات، ليس أي شي آخر، واعتقد ان الوقت قد حان لذلك.