يحيى رباح - النجاح الإخباري - اجتماع منظمة العمل الإسلامي في الحاضرة الإسلامية التاريخية يوم امس في اسطنبول، له هذه المرة مذاق خاص، لأنه جاء بعد معركة حامية الوطيس خاضها المقدسيون على الأرض بجدارة فائقة، في مقدمتهم رئيسهم ورأس شرعيتهم الرئيس أبو مازن، ومعهم شعبهم الفلسطيني في كل مكان إلا قلة قليلة من الساقطين والمرتهنين لرهانات الآخرين، وان هذه المعركة المقدسة حول المسجد الأقصى، اديرت بأعلى معايير الثبات واليقين والصبر والمرابطة والعزة الوطنية والعمق العربي والإسلامي لدى هذا الشعب الفلسطيني العظيم، وأديرت حول عنوان وحيد وهو لمن القدس وأقصاها حتى لو اختفى العدو وراء عناوين تضليلية كثيرة، وكان الانتصار باهرا للمقدسيين بأن القدس لهم، ما في ذلك شك، وان الأقصى اقصاهم، ما في ذلك ريب، وانهم يستحقون هذا الشرف الذين كسبوا لأمتهم العربية والإسلامية هذا الانتصار النوعي والتاريخي الثمين الذي يضاهي معجزة الاسراء والمعراج، ويضاف الى لقاء الخليفة عمر بن الخطاب وعهدته العمرية، ويضاف الى انتصار صلاح الدين.
اجتماع اسطنبول يجب ان يستحضر كل هذه المعاني ويقدر مدى استحقاقها على كل مستوى، بان انتصار الأقصى لم يعد يترك مجالا لشطب القدس من العملية السياسية كما كان يتصور نتنياهو، فكل ما يدعيه العدو من عناصر القوة والتفوق، هو متغير في الزمان والمكان، والأمة العربية والإسلامية قادرة على تعويضه ان خلصت النوايا، واشرقت العقول، وتطهرت القلوب، ولم يعد احد من أصحاب مراكز القوة في العام العربي والإسلامي يطلون على مشهد القدس من خلال الصغار، واعداء الشرعية، بل انتصار الأقصى، وانتصار القدس هو تطهير الهدف من الخبائث، وبقائه صافيا لا مجال للتشويش عليه.
منظمة التعاون الإسلامي بكل دولها التي تتجاوز الخمسين، وبكل تمثيلها في قارات الدنيا، بحاجة ملحة كانت الى انتصار الأقصى، وقد اعطاها المقدسيون هذا الانتصار، من الذي ستعطيه للقدس مقابل هذا الانتصار التاريخي الثمين؟؟
ان يظل انتصار الأقصى مفتوحا على الانتصار القادم والأخير وهو انهاء الاحتلال واستكمال الاستقلال الفلسطيني بدولة فلسطينية على حدود الرابع من حزيران وعاصمتها القدس الشريف والاقصى لؤلؤتها المقدسة.
وان تستخدم رصيدنا في عملية السلام باحترام كامل، فلدينا المبادرة العربية التي أصبحت مبادرة إسلامية، ولدينا مصالح مفتوحة وشراكات في احلاف، ولدينا جهد عربي واسلامي خارق في محاربة الإرهاب وهزيمته، ولدينا جهد في استقرار العالم من ازماته، فهل لدينا كل ذلك ونختلف بعد ذلك على حقوقنا الأساسية؟؟ وتحية يا قدس يا بوابة الناس جميعا من الأرض الى السماء.