يحيى رباح - النجاح الإخباري - دون ادنى شك، دون أي التنباس، فإن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الذي قرر يوم الجمعة السابقة 14 تموز الحالي، استغلال عملية القدس التي وقعت في باحات الأقصى ولا علاقة لنا بها من قريب او بعيد، قد حاول بقراءة خاطئة متعمدة، استغلال هذه العملية المفتعلة، وان يصعد الى اعلى الشجرة نتيجة هذه القراءة الخاطئة المتعمدة، وبقي "متشعبطا" مدة احد عشر يوما، ولكن بطولة المقدسيين التي تفوق كل التوقعات، وولاءهم لقضيتهم وشعبهم وقدسهم، وأقصاهم وقيادتهم الشرعية برئاسة الرئيس أبو مازن وهذه البطولة الخارقة التي تبناها شعبنا الفلسطيني كله في القدس والضفة وقطاع غزة والمنافي والمغتربات القريبة والبعيدة، رغم سقوط الساقطين الذين وجدوا أنفسهم خارج السياق تماما، وفذلكة المتفذلكين الذين في كل مرة تثبت بلاهتهم وعدم معرفتهم بشعبهم، هذه البطولة كانت خاتمة المشهد الذي قرأ فيه شعبنا انتصارا عظيما يضاف الى سلسلة انتصاراته القائمة، وان شعبنا في ظل قيادته الشجاعة المسلحة بقراءة واعية للواقع يستحق هذا الانتصار، وهو مؤهل لاستثمار الفوز، كما يقولون، بتفاؤل وثقة اكيدة بالنفس، مع ان بعض عديمي الرؤية، ومحدودي العقل اعتقدوا ان هذا الانتصار ممكن ان يكون بعيدا نظرا لانشغال العرب في حروب (داحس والغبراء كما قال اخي وصديقي عضو مركزية فتح عزام الاحمد في لقائه يوم امس على شاشة فضائية الحدث مع الإعلامية نجوى قاسم).
وأول خطوة في استثمار هذا الفوز هي التفكير الجدي الهادئ في كيفية نزع الألغام الصغيرة التي يمكن ان يكون قد خلفها نتنياهو وراءه بعد اضطراره للنزول عن الشجرة، مثل الكشافات والكاميرات الذكية، وتحديد نقطة الانطلاق القادمة مع الجارين الشقيقين مصر والأردن، وتقييم الجهد الكبير الذي بذله مبعوث الرئيس الأميركي دونالد ترامب الى المنطقة يوم الاثنين، والدراسة العميقة لاستجابات حماس لخطة ودعوة الرئيس أبو مازن للمصالحة، هل هناك استجابة فعلية ام مناورات سطحية ساذجة؟، خاصة ان حماس قد جرحتها مواقفها الملتبسة في تجربتين متعاقبتين، اولاهما اضراب الحركة الاسيرة الذي وقفت منه حماس موقفا ليس إيجابيا بالمرة، وثبت لها انها بذلك الموقف تشبه طفلا فقد امه في زحمة السوق، وموقفها من بطولة القدس والمقدسيين وتعهدات الشرعية الفللسطينية بإزالة كل المستجدات التي أقامها الاحتلال، تعهدات الرئيس صدقت، وتشكيكات حماس جعلتها خارج المشهد، والمفروض ان تستفيد من التجربتين بصدق، وان تعرف انه ليس هناك بديل عن المصالحة وحضن الشرعية الذي يقينا جميعا من اخطار الطوفان.