عاطف شقير - النجاح الإخباري - منذ نعومة اظافري، وعشق مهنة صاحبة الجلالة تعشعش في وجداني، مخلفة الرغبة الملحة للالتحاق بهذا التخصص الإعلامي، فكنت مسبقًا قد أعددت العدة في دراسة الثانوية العامة فحصلت على الترتيب الثاني على مستوى محافظة سلفيت، وهذه النتيجة الباهرة كانت ترنو إلى الإلتحاق بجامعة النجاح الوطنية مهد العلماء واقطاب الحركة الوطنية الذين ما بخلوا يومًا عن دعم مسيرة الحركة الوطنية التي ما وصلت إلى هذا المستوى لو هذا العطاء الوطني لهذا الصرح الجامعي العظيم ولا يزال.
وحينما تجسدت لدي فكرة تخصص الإعلام، كان لدي التوجه لدراسة هذا التخصص في جامعة النجاح الوطنية التي فاقت بعلمها الوصف، ولأنها جامعة بحجم الوطن فهي وطن سكن في وسكنت فيه.
في عام 1997 حطت قدماي أرض النجاح مغمورة بفرحة لا توصف للانضمام لهذا الصرح العلمي العريق الذي لطالما تمنيت أن أكون طالبا تحت سقفه الأكاديمي.
وفي الأيام الأولى من دخولي للجامعة، كنت أقضيها في التعرف على كليات الجامعة ومختلف الاقسام، وكنت حينها شغفًا لأرى قسم الإعلام الذي لطالما حلمت بالانضمام إلى طلبته.
بعد ذلك ذهبت إلى المكتبة التي ما غابت عني لحظة فراغ فكنت أقضي جل فراغي بين الكتب والمجلات.
كان التسجيل آنذاك متعبًا فكنا نقف على طابور طويل ليأتي دورنا ونذهب إلى البيت متعبين من طول الإنتظار، أما اليوم فالشبكة العنكبوتية والبنوك وفرت الراحة و الجهد والعناء على الطلبة.
في تلك الفترة كان قسم الصحافة يعقد امتحان للطلبة الذين ينوون دراسة الإعلام، فاجتزت الإمتحان ودخلت قسم الصحافة فغمرتني الفرحة، لأنني بدأت احقق أجزاء من حلمي.
ويبدأ المشوار مع أساتذة الإعلام الذين منحونا العلم وفنون الصحافة التي واجهتنا في ساحات الإعلام.
أما اليوم، فتعتبر جامعة النجاح بحق قلعة الإعلام على مستوى جامعات الوطن، فهي الجامعة الوحيدة التي تضم ثالوث الإعلام المعاصر، فهي جمعت الإعلام المرئي والمسموع والإلكتروني الذي يغني إلى حد بعيد عن المكتوب، هذا الثالوث يشكل نهضة إعلامية حقيقية تشهدها الساحة الفلسطينية تسجل لجامعة النجاح بحروف من نور.
أجل هذه النقلة النوعية التي أحدثها مركز الإعلام شكل حجر الزاوية في تشكيل الوعي الوطني الجمعي لدى الجمهور الفلسطيني، ولا زال هذا المركز يواصل عطاءه بزخم كبير لترك بصمة إعلامية فارقة في الساحة الفلسطينية.
لقد ضم مركز الإعلام ثلة من الشباب الإعلامي المعطاء الذي لا يرى في طريق عمله سوى النجاح وليس غير النجاح طريق.
هذه الجهود الإعلامية المميزة التي يقوم بها مركز النجاح تتويجا لدراسة علمية وعملية أتقن حروفها طلباتنا من خلال تخصصاتهم الإعلامية المختلفة.
ولا أبوح سرا أن جامعة النجاح تفتخر بأن أكاديميها يشغلون المناصب الحساسة في فلسطين، ولا أدل على ذلك حيث شغل رئيسها منصب رئيس الوزراء لدولة فلسطين.
لقد شكلت جامعتنا الحبيبة الرافد الوطني والسياسي والاقتصادي لقضيتنا الفلسطينية ولا تزال، فهي معول البناء لتطور دولتنا الفلسطينية العتيدة ورقيها دون إنكار دور الجامعات الأخرى.
ختامًا، فان جامعة النجاح ستشكل الحافز الكبير لدي لتعليم أبنائي بها، لانها جامعة الوطن فهي لا تزال ذكرياتها محفورة في ذاكرتي ولاتزال، و سينتقل هذا الشغف إلى نسلي جيلًا بعد جيل بعون الله. كيف لا واسمها يمنحك النجاح.