موفق مطر - النجاح الإخباري - رمضان فرصة الغني ليعمل على الانتصار لإيمانه بمبدأ المسؤولية الانسانية والاخلاقية، فأطفال الفقراء والمساكين، والمحتاجين، يستحقون عطاء يقوي نسيج المجتمع، ويحصنه من هجمات الكراهية والبغضاء، ويفوت الفرص على اللاعبين على وتر الصراعات بين الأغنياء والفقراء.

رمضان شهر صيام وسلام، أما أن نحوله لشهر أكل وحرب فتلك هي الخطيئة الكبرى؟! ورمضان شهر صيام وتدبر واقتصاد، فلماذا يجعله بعض التجار الكبار والصغار شهر أكل وإسراف وعجز في الراتب!.

شهر المحبة حيث يمضي الانسان في يومه، مبتسما، هادئا، عاقلا، ودودا للناس، لطيفا بسلوكه وكلامه، شهر السلام والرحمة والتراحم، والمغفرة والغفران، هو شهر ليلة القدر التي هي سلام على الدنيا والناس أجمعين.

في رمضان يجب ان ينخفض مؤشر الاستهلاك والاستيراد أما تصاعده فهو نزيف مالي نفتح جروحه بأيدينا، في جسد دولتنا الفقيرة شئنا أم أبينا!.

رمضان فرصة ثمينة لتأديب النفس الجامحة، وترويض الغريزة والتحرر من عادات تستعبد المرء وتذله.

يا مصيبتنا ان أخضعتنا الفضائيات بغزوات مسلسلاتها وكاميراتها الخفية المرعبة السمجة، فقد عملوا على تبلد مشاعرنا من كثرة مشاهدة وسماع صراخ وعويل ودموع النساء المظلومات وحريم السلطان، والدماء المسفوكة على سيوف ورماح ونيران المتحاربين، فرحمة بهوائنا ونفوسنا وأمعائنا يا فضائيات ووسائل اعلام تصوم احد عشر شهرا في السنة ويجن جنونها في رمضان.

افطارا فيسبوكيا واحدا مما نرى صوره على صفحات التواصل الاجتماعي يساوي ربع راتب موظف مسكين، لا يملك الا يبلع ويقول: اللهم اني صائم حتى لو بعد مدفع الافطار. ليس ضرب النظام بعرض الحائط من سمات ومقومات شخصية المواطن المؤمن الصائم، ولا تعطيل حركة الناس في الأسواق بالبسطات العشوائية، أو المنافسة في صنع الازدحام، وعرقلة حركة المتسوقين.

 نستطيع ايفاء المساجد، والمدينة وأسواقها وشوارعنا وبيوتنا حقها، لتنسجم مع ما نعتقده ونؤمن به، وللوصول إلى شعور خاص بأن شهرا متميزا قد دخل زماننا.. فإن لم يسمُ شهر الصيام وما يعنيه بوعينا وثقافتنا وسلوكياتنا، وان لم ندخل عليه بأطهر وأنظف وأحسن ما عندنا من نعمة العقل والتراحم والتعاضد وحب الخير وزينة المكان بجمال الروح والمكان، فلن ينفعنا صومنا الذي لم يبدأ بعد.. فالصيام مقاومة سلمية أيضا !!

ينظف المؤمنون بيوتهم ومحيطها، ويبخرونها بأنواع من الروائح الطيبة، تمهيدا للتغير الذي سيطرأ على حيواتهم وسلوكياتهم، ونمط معاشهم اليومي، خلال ثلاثين يوما مقبلة، فالعادات في شهر رمضان انعكاس لحقيقة إيماننا، وما نظافة المكان الا علامة مميزة للإنسان المؤمن إما أن يكون حضاريا أو لا يكون!!

نعلم تعاظم واجب الأطقم الصحية والبلدية والشرطية ودورها المميز في هذا الشهر، لكننا نود رؤيته ملموسا، وان كنا على يقين ان التجار والبائعين مسؤولون ايضا عن إخراج مشهد يليق بشهر رمضان!!.

تنتشر ظاهرة نوم المصلين في المساجد، بالقرب من المنابر وحلقات الدروس الدينية، فليس معقولا أن نرى نائما غافلا أو مرهقا من الصوم غافيا يشخر بجانب قارئ قرآن.