يحيى رباح - النجاح الإخباري - الاعتداء القذر والجبان والآثم الذي نفذه الارهابيون من بقايا جماعة الاخوان المسلمين ضد حافلة تقل أطفالا ونساء ورجالا مصريين اقباط، حيث اكد شهود عيان كانوا في الحافلة المستهدفة، ان القتلة الارهابيين كانوا يطلقون الرصاص مباشرة على رؤوس ضحاياهم، فسقط قرابة ثلاثين قتيلا ما عدا الجرحى، هذا الهجوم القذر والجبان والاثم اكد مرة أخرى ان الإرهاب حتى لو تلفع بأسماء إسلامية، لا يليق به أي نوع من الرحمة، ولا يناسبه في الرد الحاسم عليه سوى الإبادة الشاملة، فالحوار يصلح فقط حين اختلاط الرؤى، أما هؤلاء فهم كما وصفهم مؤسسهم في النصف الأول من القرن الماضي ليسوا اخوانا وليسوا مسلمين وهؤلاء عرضوا انفسهم دائما مأجورين في خدمة العدو أي عدو وهؤلاء استحقوا ان يستنفر ضدهم ومن يساعدهم ويسلحهم ويمولهم، نظرية الامن القومى المصري واسعة الحدود، من بحر قزوين شرقا الى ما بعد درنة غربا، ومن اضنة شمالا الى بحيرة فكتوريا حيث منابع النيل جنوبا، وهذه المنظومة الكاملة للأمن القومي المصري تستطيعها الدولة المصرية القوية، بشعبها العصي على الانقسام، وجيشها المؤهل والقادر وحوله امته العربية، وهذا خلاصة ما قال الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي بعد اجتماعه مع مجلس الامن المصري، وفي حديثة الصريح والشجاع لشعبه المصري، واقرن القول بالفعل بأسرع مما توقع المتابعون، حيث ضربت معسكرات الارهابين في درنة بليبيا في رسالة تقول ان العقوبات والملاحقات ستكون أوسع من ذلك بكثير.

الإرهاب الذي استهدف الشقيقة مصر منذ احداث ما سمي تمويها بالربيع العربي في أوائل 2011، كان ابرز ما فيه الغباء العبثي حتى ان هذا الإرهاب لم يكن لديه ادنى فكرة عن الخصم الذي يستهدفه، لا الدولة العميقة في مصر وامتدادها الحيوي في آسيا وافريقيا عربيا واسلاميا، ولا الجيش المصري العظيم الذي يتولى هذه المسؤولية من أيام الفرعون احمس، ولا الشعب المصري الذي كان اول من أسس قواعد الحضارة الإنسانية، وهذا امر طبيعي للارهاب المأجور الذي يؤجر نفسه في سياقات لا يعرف عنها شيئا، فيبوء بالفشل والهزيمة الكاملة، ولا شك ان خطاب الرئيس عبد الفتاح السيسي، والقدرة الفائقة لطائرات الجيش المصري ضد معسكرات الإرهاب في درنة، قد جعلت أطرافا كثيرة يتحسسون رؤوسهم التي يحملونها فوق رقابهم، فقد حل وقت العقاب، وكل طرف يعرف صحيفة سوابقه، وكل معتد يعرف ماذا فعلت يداه، والأهم ان هذا الإنذار المصري جاء في وقت حاسم، تبلورت فيه الضرورة العربية بالتقدم الى الميدان ومعاقبة كل الخارجين عن النسق وكل المتلاعبين بالمصير.

الطائرات التي تعدت حدود مصر الى حدود منظومة الامن القومي المصري والعربي، كانت ترسل رسائل البشرى لملايين العرب الحقيقيين بانه لا سكوت عن جريمة ولا تجاهل لاي ضرر متعمد، وانه لا فالت من العقاب القاسي، تحيا مصر، لك المجد والعزة والانتصار.