عاطف شقير - النجاح الإخباري -
لقد شكل الأسرى على مدار تاريخ الثورة الفلسطينية الرافعة الوطنية لقضيتنا الفلسطينية العادلة، اذ أن الأسرى يمضون زهرات شبابهم من أجل تعزيز مقومات الحرية والاستقلال لأبناء شعبنا الفلسطيني.
لقد ساهمت الحركة الأسيرة في قيادة الجماهير الفلسطينية من خلال تخريج القيادات الوطنية التي قادت النضال الفلسطيني ضد الاحتلال على مدار عقود مضت ، ولا زالت الحركة الأسيرة تخرج آلاف القيادات الوطنية من داخل سجون الاحتلال، تخرجها لتقود الحالة الوطنية الميدانية في الاراضي المحتلة.
لقد أصر الأسرى المضربون على مطالبهم الإنسانية والتي تتمثل في إنهاء سياسة الاعتقال الإداري والإهمال الطبي والعزل الانفرادي وغيرها من المطالب الإنسانية الشرعية.
الاعتقال الإداري هو حكم ظالم تم سنه أيام الانتداب البريطاني على فلسطين، ويقوم على حكم الأسير دون أن توجه له أي تهمة او لائحة إتهام، الأمر الذي يعد خرقا فاضحا لجميع القوانين الوضعية.
أما في ما يتعلق بالعزل الانفرادي فلقد عزلت إسرائيل الأسرى لمدد طويلة تجاوزت الحدود المسموح بها دوليا، حيث يحرم الأسير من الالتقاء بأقرانه وزيارة المحامين وممارسة حقوقه الدينية، بالإضافة إلى خروجه إلى الفورة لوقت محدد وقصير يعزله عن العالم الخارجي.
أما في يتعلق بالإهمال الطبي فتلجأ مصلحة سجون الاحتلال إلى إقامة مراكز طبية يشرف عليها طبيب عام منفرد لم يتواجد في معظم أوقاته، وينوب عنه الممرض الذي يتفنن في إعطاء الأسرى الاكامول لعلاج كافة أمراضهم.
هذه الإنتهاكات الصارخة وغيرها بحق الأسرى فجرت معركة الأمعاء الخاوية التي قادها الأسير مروان البرغوثي وزملائه في الحركة الأسيرة الذين تجاوز عددهم 1700 أسير مطالبين بتحسين ظروف معيشتهم الاعتقالية التي لا ترقى الى الحد الأدنى من الحياة الآدمية.
لقد انتفض الأسرى على جلاديهم الاسرائيليين في إضراب استمر 41 يوما مدشنين مرحلة من الصمود الأسطوري في وجه الصلف الإسرائيلي.
في هذا اليوم السبت أول ايام شهر رمضان المبارك انتصر الكف على المخرز، واستجابت مصلحة سجون الاحتلال لمطالب الأسرى الإنسانية التي دفعوا من صحة أجسادهم الكثير من أجل حياة كريمة داخل السجون الإسرائيلية.
لقد أذعن السجان الاسرائيلي إلى التفاوض مع قادة الإضراب وعلى رأسهم الأسير مروان البرغوثي، وحقق مطالبهم بعد أن كان قد أعلن في وقت قريب عدم التفاوض مع الأسرى إلا بعد تعليق الإضراب، إلا أن الأسرى لم يستجيبوا وضعوا شروطهم على الطاولة وهي الاستجابة لمعظم مطالبنا قبل التفاوض.
لقد أثبت الأسرى جدارتهم في ادارة هذه المعركة مع الاحتلال والتي احتوت مفردات شفيرتها على معاني الصمود والثبات والصبر حتى تحقيق متطلبات النصر.
اجل ان ارادة الثبات والصمود والصبر تحقق الانتصارات، هذا الحدث الجلل في تاريخ الحركة الأسيرة يسجل من حروف من نور في كتب التاريخ، لتقرأ الأجيال القادمة كيف انتصر الصبر على الصلف والتعنت الإسرائيلي.
ختاما، أن من وراء المحن والشدائد حياة كرامة وعزة للأسرى العظماء. سلام لكم وعليكم أيها الصناديد الأسرى في زمن التراجع والانحدار!