يحيى رباح - النجاح الإخباري - يحيى رباح
الذين خططوا لزيارة الرئيس الاميركي دونالد ترامب الى المنطقة كأول زيارة خارجية، يستحقون الاعجاب فعلا، فالزيارة التي بدأت بالسعودية لمدة يومين، وعقد فيها ثلاث قمم، سعودية أميركية، وخليجية أميركية، وعربية إسلامية أميركية شاركت فيها خمسون دولة _اكثر من كل التوقعات_ ثم امتدت لتشمل فلسطين التاريخية حيث إسرائيل وفلسطين، هي زيارة تاريخية بمعنى الكلمة، وناجحة جدا، ومليئة بوعود وامكانيات الامل، ويكفي أن ترامب التقى في الرياض، عشرات قادة الدول العربية والاسلامية، وافتتح مع الملك سلمان بن عبد العزيز مركز الاعتدال، وتم تأسيس جسم عملي لمحاربة الارهاب بداية بأربعة وثلاثين الف جندي، واتفق بشكل عملي على محاربة التطرف، وعقد صفقات مع المملكة السعودية بمبلغ 380 مليار دولار بما فيها 110 مليارات دولار مبيعات أسلحة دفاعية، وهذا اثار حفيظة عدد من الأطراف من بينها ايران وإسرائيل، واتخذ فيها قرار بلقاء ثلاثي أميركي فلسطيني إسرائيلي، ووعد أميركي واضح باستمرار العمل لتحقيق السلام الذي قال ترامب ان إمكانيات نجاحه اكثر من أي وقت مضى.
وعلى جانب هذه الزيارة تحقق نجاح كبير للاصلاحيين الإيرانيين على مستوى رئاسة الجمهورية وعلى مستوى رئاسة بلدية طهران التي تم انتزاعها من المحافظين، وتمت في هذه الزيارة تسوية بعض الخلافات الأميركية مع حلفائها مثل البحرين الذي وعد ترامب بأن التوتر لن يعود الى العلاقة معها، ومثل مصر التي أوضح رئيسها عبد الفتاح السيسي انه يجب مواجهة الإرهاب بكل اشكاله، وان مصر تخوض حربا ضروسا مع الارهاب (بقايا الاخوان المسلمين في شمال سيناء، كما اكد العاهل الأردني انه لا بد من حماية القدس من هجوم وتوسع الاستيطان). الزيارة تاريخية وناجحة بما حققته من زخم جديد، وبما اشتملت عليه من آمال ممكنة، ومن معطيات قائمة على الأرض، وهي إشارة رئيسية الى ان هذه المنطقة هي مركز الشرق الأوسط، ومنها ينبع السلام أو القلق، وان على دول المنطقة ان تبادر، وعلى المجتمع الدولي ان يدعم هذه المبادرات. بعض المتشائمين اطلوا برؤوسهم، مع ان القضية الفلسطينية لم تعش وتفرض حضورها بالتشاؤم، بل بالعمل الجاد، وخلق الفرص، ورؤية الحقائق، واعتقد ان هذه الزيارة منذ بدايتها في قصر اليمامة بالرياض الى نهايتها في المؤتمر الصحفي في قصر الرئاسة في بيت لحم قد فتحت عهدا جديدا للامل.