محمد علي طه - النجاح الإخباري - اعترف الأستاذ محمّد بركة، رئيس لجنة المتابعة العليا لشؤون المواطنين العرب في إسرائيل في كلمته العميقة في افتتاح المؤتمر بأنّه في سياق الإعداد لـ "مؤتمر الطّاقات البشريّة العربيّة" تبيّن له ولزملائه أكثر مّما كانوا يعرفون بأنّ مجتمعنا يعجّ بالقدرات العلميّة والمهنيّة الباسقة والرّائعة. هذه القدرات الباسقة تشمل ميادين عديدة مثل الطّبّ والصّيدلة والرّياضيات والفيزياء والكيمياء والهايتك والزّراعة ومواضيع علميّة ومهنيّة وثقافيّة لا مجال لذكرها وتعدادها، ولا شكّ بأنّ هناك قامات علميّة شامخة على مستوى عالميّ أثبتت وجودها ومكانتها وأصبح يشار اليها بالبنان بل إنّ بعضها تردّد اسمه في لجان جوائز عالميّة مشهورة، وقد آن الأوان لتنظيم وتفعيل هذه الطّاقات لخدمة شعبنا والانسانيّة معًا. اصغيت باهتمام إلى الكلمات القيّمة والمتفائلة بحذر في جلسة افتتاح المؤتمر التي دعت إلى الاستمراريّة ومواصلة العمل والنّشاط بأسلوب علميّ يقوده اكّاديميّون متمرّسون مختصّون راغبون بخدمة شعبهم ومجتمعهم وتطويره. أثلج صدري حماس هؤلاء الاخوة للعمل مثلما أسعدني تقديرهم للأجيال السّابقة، من أبناء شعبهم الذي قادوا بشجاعة وبحكمة هذه الأقليّة في ظروف حالكة قاسيّة فرسّخوا أسس الصّمود والبقاء يعملهم الوطنيّ وعقدوا المؤتمرات الوطنيّة والعلميّة والثّقافيّة وأنشأوا المؤسّسات الوطنيّة وجمعيات المجتمع المدنيّ التي هيّأت الأرض الخصبة لهذا المؤتمر المهم. لا تستطيع أيّة لجنة تحضيريّة مهما كانت واسعة وعلميّة ومهنيّة أن ترضي الجميع، ومن البدهيّ أنّ كل من يعمل يخطئ، ولكنّ حرصًا على مستقبل أبنائنا وأحفادنا، وعلى بقائنا ووجودنا بدل أن نلعن الظّلام نعمل على إضاءة شموع في دنيانا وعالمنا. تحيّة للأخوات والأخوة الذين أغنوا جلسات المؤتمر بمداخلاتهم القيّمة ورسموا دربًا مشرقًا لأبناء شعبهم، وتحيّة خاصّة للبروفيسور أسعد غانم على جهده الكبير. نحن لسنا من ضيعة صغيرة بل نحن شعب حيّ عنده علماؤه وعمّاله وأدباؤه وشعراؤه وقيادته السّياسيّة. نحن شعب نقدّر العلم وننهله وننتجه كما نقدّر العمل السّياسيّ والعمل الوطنيّ ونبدع فيهما ونضحّي.