محمد علي طه - النجاح الإخباري - على ماذا هذه الضّجّة وهذه الشّوشرة؟ على قانون القوميّة؟ وما الجديد في هذا القانون؟

منذ العام 1948 ودولة إسرائيل يهوديّة وصهيونيّة. وثيقة الاستقلال نصّت في السّطر الأوّل منها على يهوديّتها، وعلم الدّولة يهوديّ، والشّعار يهوديّ، والنّشيد يهوديّ صهيونيّ، والشيقل يهوديّ توراتيّ، وأسماء المدن والمستوطنات والشّوارع والمستشفيات يهوديّة، حتّى الفلافل والحمّص والزّعتر صارت ترطن عبرانيّ وأمّا الدّيمقراطيّة فهي "حبّة مسك" ومن لا يعجبه ذلك يا أحفاد إسماعيل فليدقّ رأسه بحائط "المبكى" أو سور عكّا والأفضل بالنّسبة لأولاد عمومتنا "أن يحمل شراشه" ويرحل إلى سوريا أو العراق أو ليبيا، بل لماذا لا يبعد مشواره ويمضغ القات ويتمسطل في صنعاء؟!

يصرخ نوّاب القائمة المشتركة وينطّون مثل الدّيوك في قاعة الكنيست لأنّ اللغة العربيّة ما عادت لغة رسميّة ثانية وكأنّ اللغة العربيّة كانت في يوم ما تعيش في بحبوحة في هذه الدّولة. ألا تذكرون عندما رمى دافيد بن غوريون بطاقة الهويّة الزّرقاء لأنّه شاهد حروفًا عربيّة على أوراقها؟ وألا تعلمون أنّ العربست المبائيّ الياهو أغاسي اقترح مع ميلاد الدّولة أن يتعلّم أولادنا في المدارس اللغة العبريّة فقط ثمّ تكرّم حضرته علينا واقترح أن نتحدّث بالعربيّة الدّارجة ونكتبها بأحرف عبريّة؟

 ما أعظم العقل اليهوديّ! عقل عبقريّ. عقل أينيشتاين وماركس وفرويد ونتنياهو ودختر وميري ريغف!

تطبيق قانون القوميّة فيه خسارة كبيرة للمواطن العربيّ الذي كان يعبّئ باللغة العربيّة الفصحى النّماذج والمستندات في الوزارات والمطارات والموانئ ولكنّ فيه ربحًا خالصًا لأنّه لن يقرأ بعد اليوم لافتات بلغة "عربيّة إسرائيليّة" لا مثيل لها مثل "منعطف ضطر" و"مستشفة" و "منطقة يجوز التّدخين". ألم يقولوا إنّ نوم الكافر عبادة؟!

سبعون عامًا ودولة إسرائيل تمارس حياتها دولةً لليهود فقط وفيها "غير يهود" وقد شعرنا هذا على جلودنا في الوزارات والمطارات والموانئ وقروض الإسكان والجامعات وميزانيّات السّلطات البلديّة... ولكنّ كلمة حقّ تقال لوجه الله تعالى: ما عدا الشّرطة التي لا تفرّق بين يهوديّ وبين "غوي"!.

سبعة عقود والمساواة عامّة طامّة في كلّ حارة وفي كلّ حيّ وفي كلّ ساعة وفي كلّ دقيقة دون قانون قوميّة أو قانون نكبة أو قانون مؤذّن بل دون قانون "احمد ربّك أنّك في إسرائيل!" الذي سيقترحه نائب ليكوديّ تقدميّ يحبّ العرب.

واليوم جاء العباقرة والسّحرة وشرّعوا "قانون القوميّة". أهلا أهلا. ومائة أهلا. فلتسمع كلّ الدّنيا فلتسمع. هذه هي الحقيقة. بس يا جماعة "بلّوه واشربوا ميّته" فلا جديد تحت الشّمس.