يحيى رباح - النجاح الإخباري - بينما يصعد إضراب الحركة الفلسطينية الأسيرة إلى نهاية أسبوعه الرابع ضمن صعود فلسطيني شامل ومصداقية تتعزز وشراكة جدية مع العالم كله في محاربة الإرهاب بكل أشكاله ووضع السلام الشامل في الشرق الأوسط، فإن إسرائيل تزداد انكشافاً بطريقة مزرية، سواء على صعيد تجاهل إضراب الأسرى الذي غطي بدعم الشعب الفلسطيني له بأرقى أشكال الدعم، ووصول هذا الدعم إلى العالمين العربي والإسلامي وإلى آفاق عالمية، تتورط إسرائيل أكثر من خلال إغلاق عينيها وسد أذنيها أمام كل صوت يقول حتى في إسرائيل نفسها ان هؤلاء الأسرى هم أبطال شعبهم وهم جزء ساطع من قيامة شعبهم على كافة المستويات، وأن مطالب هذا الإضراب محقة جميعها، يدعمها القانون الدولي والإنساني واتفاقيات حقوق الإنسان والشرعيات الدولية، وأن الطريقة السلمية والإنسانية التي يلجأ إليها هؤلاء الأسرى في إضرابهم تجعل إسرائيل أكثر انفضاحاً حتى أمام نفسها، وتتورط أكثر في انفعالاتها الحمقاء، مثل إجراءات التغذية القسرية والأطباء المرتزقة الذين تتعاقد لاستجلابهم من الخارج كاجراء لهذه المهمة القذرة واندفاعها نحو قانون القومية الذي يؤشر إلى أن إسرائيل سينتهي بها المطاف إلى مرتبة متدنية، مرتبة دولة أبارتايد، دولة عنصرية من النموذج الذي سقط وانقرض، بل إن نتنياهو يكتشف الآن أن انتقاء تحالفه على هذا الشكل قد روطه في صورة كريهة كانت إسرائيل تهرب منها في الماضي، أما الآن فهي تغرق في تداعياتها السوداء، فديمقراطيتها في أفول، لأن الديمقراطية لا يمكن أن تقام على مرتكزات متناقضة، العنصرية في أبشع أشكالها مع إدعاء الديمقراطية، العنصرية التي تمارس إلى حد الفضيحة ضد مكونات إسرائيل نفسها مثل الفلسطينيين العرب الذين هم في السجلات الحقيقية أكثر من خمس الدولة، والذي يوحي بالامتداد باليهود الشرقيين، وينتظر بأنه يمكن أن يصل إلى تهورات أكثر مأساوية، وأبرز أشكال هذا التهور هو إغلاق الطريق أمام الشعب الفلسطيني الذي يشاركهم الوجود العميق، يريد تقرير مصيره ويريد دولته واستقلاله الكامل فإلى أين الهروب؟!

مع هذا الصعود الفلسطيني العام، ومع تزايد الاعتراف بأن الشرعية الفلسطينية هي شريك أساسي للعالم في محاربة الإرهاب، وشريك رئيسي ومؤهل في صنع السلام، وشريك في القدرة على الوفاء بكل الالتزامات، فإن جميع المفردات الفلسطينية يجب أن يتضاعف الانتباه لديها، يجب أن تثبت كل يوم أنها مؤهلة تماماً لما تطالب به وتستحقه، وأن تكون حذرة حتى لا تغرق في التفاصيل المفتعلة، أو فوضى جوقات الضجيج، فلسطين شريك مع القوى العالمية، وعلينا كل يوم أن ندعم توجهات وأعباء هذه الشراكة.