عاطف شقير - النجاح الإخباري -
يدخل الأسرى المضربون عن الطعام يومهم السادس والعشرين وسط تدهور حاد في صحتهم الجسدية،و تقوم ما تعرف بمصلحة السجون الاسرائيلية بنقلهم التعسفي بغرض تغذيتهم القسرية التي تعتبر لونًا من ألوان التعذيب، اذ يمكن تقديم الاطباء المشاركين في التغذية القسرية لمنظمات حقوق الانسان الدولية.
هذا و لا زالت سلطات الاحتلال تمارس أساليب التعذيب المحرمة دولياً ضد الأسرى الفلسطينيين، فهي الدولة الوحيدة التي تجيز التعذيب وتضفى عليه الشرعية، حيث نادراً ما يعتقل شخص ولا يتعرض لأحد أشكال التعذيب الجسدي والنفسي، والتعذيب عملية مستمرة تبدأ مع الأسير لحظة اعتقاله، وتتعدد طرق الاعتقال للفلسطينيين من قبل الاحتلال وخاصة فى الضفة، ولكن غالباً ما تتم عملية الاعتقال من المنازل، حيث يقوم الجيش بمحاصرة المنزل من جميع الاتجاهات، ومن ثم كسر الأبواب واقتحام المنزل بطريقة تعسفية، وتفتيش محتوياته وقلب المنزل رأساً على عقب، ومن ثم يتم اعتقال الشخص المراد اعتقاله، بطريقة وحشيه ويتم تكبيله بقيود بلاستيكية قوية، ووضع رباط على عينيه، وجره إلى الخارج ووضعه في السيارة العسكرية، وغالباً ما يتم الاعتداء عليه بالضرب الوحشي بالهراوات وأعقاب البنادق والدوس عليه بالأقدام والشتم، حتى وصوله إلى مركز التحقيق والتوقيف، وكثيراً ما تتم الاعتقالات عن طريق حواجز التفتيش المنتشرة على الطرق، أو اختطافهم من الشوارع و المقاهي و الجامعات والمدارس.
وقد أكدت الإحصاءات بان 99% من الأسرى الذين اعتقلوا تعرضوا لأحد أشكال التعذيب المختلفة، كما وصل عدد شهداء الحركة الأسيرة الذين استشهدوا نتيجة التعذيب إلى (71) أسيراً شهيداً، كان اخرهم الشهيد عرفات جرادت من الخليل، وهناك المئات أيضاً استشهدوا بعد التحرر نتيجة لآثار السجن والتعذيب.
وقد حرّمت القوانين الدولية التعذيب بشكل قاطع ولم تسمح بأي مبرر لحدوثه، بل أفردت اتفاقية خاصة بمناهضة التعذيب، إضافة إلى العديد من المواد والمبادئ التي تضمنتها معاهدات واتفاقات دولية أخرى، منها على سبيل المثال، المادة (7) من العهد الدولي الخاص بالحقوق المدنية والسياسية، التي تنص على: " لا يجوز إخضاع أحد للتعذيب ولا للمعاملة أو العقوبة القاسية أو اللاإنسانية أو الحاطة بالكرامة…". إضافة إلى المبدأ السادس من مجموعة المبادئ المتعلقة بحماية جميع الأشخاص الذين يتعرضون لأي شكل من أشكال الاحتجاز أو السجن، والذي ينص على أنّه: " لا يجوز إخضاع أي شخص يتعرض لأي شكل من أشكال الإحتجاز أو السجن للتعذيب أو غيره من ضروب المعاملة أو العقوبة القاسية أو المهينة، ولا يجوز الاحتجاج بأي ظرف كان كمبرر للتعذيب.
ختامًا، امام هذا التعذيب الممنهج يتحتم على المجتمع الدولي محاسبة اسرائيل على انتهاكاتها المتكررة لاتفاقات التعذيب الدولية التي حرمت التعذيب، ولا زالت اسرائيل تمارسه بحق ما يزيد عن 6500 اسير فلسطيني ولا تزال، فهل من منقذ!