عاطف شقير - النجاح الإخباري - في اغلب الاحيان لا تحظى الأحداث السياسية و الثقافية والاجتماعية في المجتمع الريفي بالتغطية الإعلامية المطلوبة، فلا تقوم وسائل الإعلام المرئية بتغطية تلك الأحداث على الرغم من أهميتها، و يعود ذلك اما لبعد تلك القرى عن العواصم التي تشكل المراكز الرئيسة لانطلاق الحملات الإعلامية كرام الله والقدس او لعدم اهتمام المراسل الصحفي بأحداث تلك القرى، مما يجعل الريف متخلفا عن نقل صورة ما يجري فيه من أحداث هامة الى العالم الخارجي فيغيب الريف بأكمله، والذي إذا ما نظرنا الى حجمه وتعداد سكانه فأننا نرى انه يتفوق على حجم المدينة وعدد سكانها، فلا بد من رعاية القطاع الريفي في الأعلام المرئي للنهوض به وتنميته بمختلف الوسائل والطرق.
فالمسؤولية تقع على عاتق الفضائيات الإعلامية العربية التي لا تهتم بتغطية الأخبار الريفية والتي من شانه رزح تلك المجتمعات في دائرة التخلف والرجعية، فلا بد من تلك الإعلام المرئي من ابتكار استراتيجية جديدة تقوم على تغطية الأحداث الريفية سواء أكانت سياسية او ثقافية لتشجيع العملية التنموية في المجتمع الفلسطيني في مختلف مجالات الحياة اليومية.
اما الفضائيات العربية فلا ضير ان تهتم بإنشاء قسم خاص يعنى بتغطية الأحداث الريفية، والتي تكمن واجباته في نقل الصورة الريفية إلى المجتمع الدولي، وذلك بواسطة طاقم أعلامي كامل يعنى بتغطية تلك الأحداث بصورة كاملة علها تسهم في تنمية القطاع الريفي في مختلف الميادين ومحاولة جلب مصادر التمويل اللازمة للرقي بتلك القطاع في مختلف المجالات .
اما في واقعنا الفلسطيني فاننا نشهد الفتور الواضح في الاهتمام في تغطية الأحداث الريفية من قبل الفضائيات العربية دون الإسهام الإيجابي في التغطية، وهذا يعود بالدرجة الرئيسة إلى المراسلين الذين لا يبدون الاهتمام الكافي واللازم في الأحداث الريفية على الرغم من سخونتها الامر الذي يساهم في عملية التعتيم الإعلامي عن دون قصد، الامر الذي يتطلب من جميع الإعلاميين محاربة تلك العملية التي من شانها تقويض الصورة والكلمة الصحفية التي نهدف الى إطلاق العنان لها بكافة الطرق والوسائل.
وهذا يحتم على مراسلي الفضائيات العربية في مراكز المدن إعادة الحسابات فيما يتعلق بتغطية الأحداث الريفية والنظر في سياساتهم الإعلامية التي تؤدي في نهاية المطاف الى إهمال شريحة كبيرة من مجتمعنا الفلسطيني.
هذا من ناحية، من ناحية أخرى يجب ان يهتم المجتمع الريفي بإنشاء مؤسسات وجمعيات ريفية تحاول نقل صورة ما يجري على الأرض الريفية الى المحيط الخارجي، وذلك عن طريق تفعيل دور تلك المؤسسات الريفية على الصعيد الإعلامي، لتكون تلك المؤسسات الرافد الإعلامي الهام في نقل ما يجري في الريف الى المجتمع الخارجي، لأننا نعي ان تلك الفضائيات لا تتعامل مع الأشخاص العاديين الذين يساهمون بدورهم في نقل صورة ما يجري الى تلك المؤسسات الإعلامية خشية ان تكون تلك الأحداث لا أساس لها من الصحة، وأنني في هذا الإطار لا ألوم تلك المؤسسات الإعلامية بقدر ما ألوم تلك المؤسسات الريفية التي يجب ان تعين مندوب أعلامي مهمته نقل صورة ما يجري في بلدته ومؤسسته الى العالم الخارجي للمساهمة في تنمية الإعلام الريفي في مختلف الميادين والمحافل الإعلامية.
وهذا بدوره يقع على عاتق المؤسسات المحلية كالبلديات التي يجب أن تخصص قسما خاصا يعنى بالأعلام للنهوض بالريف الفلسطيني، ليغطي التقصير من جانب الفضائيات العربية التي تحوز العاصمة على معظم تغطيتها الأخبارية والبرامجية.
ولا تأبه بالأحداث الريفية، مما يجعل من تشكيل الطواقم الإعلامية الريفية في تلك المؤسسات الريفية البسيطة حلا ناجعا لنقل صورة الريف وهمومه الى الفضائيات التي لا تستطيع ان تهمل رسالة المؤسسات الإعلامية، لانها لا تقوم على اللغط والتضخيم وهي بالتالي ليست رسالة ارتجالية وانما رسالة تقوم على العلم والموضوعية الذي من شانه سحب البساط من تحت أقدام الفضائيات التي تتذرع ببعد المسافة وعدم أهمية الحدث.
وانك لتدهش حقا عندما ترى ان هناك منزل هدم على رؤوس مناضلين فلسطينيين تمكنوا من الفرار منه الا ان رصاصات قوات الاحتلال أوقفتهم عن مواصلة الفرار برصاصاتها واعتقلتهم بعد ذلك، وكانت القوات مزودة برتل من الدبابات دون ان نرى شيئا من تلك الأحداث الساخنة على شاشات التلفزة.
وهذا مؤشر جلي لحجم التغطية الإعلامية للفضائيات العربية لما يحدث في الريف الفلسطيني .
خلاصة القول، انه يجب على الفضائيات العربية تكثيف جهودها من اجل القيام بتغطية إعلامية متوازنة وشاملة تخدم الريف الفلسطيني، الذي لا بد من النهوض به وهذا يتطلب من مؤسساتنا الريفية القيام بدورها الإعلامي لمحاولة تغطية التقصير الحاصل من جانب فضائياتنا.