منال الزعبي - النجاح الإخباري - في ذاكرةِ كلٍّ منا يعيشُ طفل .. طفولةٌ نُقِشتْ ملامِحُها على حجرِ العمر فلن تمحوها عواملُ حَتِّ وتعريةِ الحياة .

أطفالٌ اجتثت ملامح طفولتِهم .. أطفالٌ وُلدوا رجالًا وشاخوا قبل أوانهم ، طُمِرت العابُهم تحتَ الهدمِ والدمارِ الذي طالَ طموحاتِهم واحلامَهُم، في لعبتِهم " الجيش والعرب" يمثلون واقِعَهم التعيس ويغيرون أحداثَه بعينِ طفولَتِهم الواعية، هنا طفلٌ فقدَ أباه .. وهنا طفلٌ فقد بيتَه وإخوتَه .. يجتمعونَ علَّ أشلاءَهم تتَّحِدُ فتُخِفُفُ مرارةَ الفقد .

أطفالُ فلسطين .... لم يسلبْ الاحتلالُ أرضَهم فحسب بل سلبَ طفولَتَهم، وأيُ طفولةٍ تبقى لأطفالٍ خلفَ قضبانِ الحياة، بتهمٍ أكبرُ من أعمارِهم؟!

كائناتٌ بأحلامٍ مبتورةٍ وملامِحَ بائسةٍ تصدَّرتْ أسماؤُهُم الصحفَ والعناوينَ الإخباريةَ .. من محمد الدرة الذي سَمِعَ خبرَ موتِه وهو على قيدِ الحياة لِتُزهَقَ روحَهُ وهو تحتَ جناحِ أبيه .. إلى أحمد مناصرة الذي رأى بعينِهِ الرصاصةَ التي اخترَقت جسدَ صديقِهِ وابنِ عَمِّهِ حسين مناصرة .. وقبلَ أنْ يَتَحسَّسَ جروحَه النازفةَ هو الآخر، كُبِّلتْ يداهُ ونُقِلَ إلى المشفى في جولةٍ أولى .. تبعَتْها جولةُ تحقيقٍ مُجرَّدٍ من الإنسانية يُترجِمُها (هاشتاغ ) # مش متذكر!

أفعالُ الإجرامِ الإسرائيلي بحقِّ الطفولةِ لا تقفُ عند حد، وحقوقُ الأطفالِ تقفُ على بابِ المحكمةِ الجنائيةِ الدوليّة، تستنجدُ علَّها توقظُ ضميرَ المجتمعِ الدولي..

في يومِ الطفلِ العالمي يتساءَلُ الطفلُ مناصرة و جهاد عليان نيابةً عن زملائِهم الأطفالِ الأسرى.. هل سيحتفلونَ بيومِ الطفلِ العالمي قبلَ أنْ يُطْبِقَ الهَرَمُ على ملامِحِهم؟!