عاطف شقير - النجاح الإخباري - منذ احتلال فلسطين عام 1948 والاحتلال الاسرائيلي يمارس ابشع حروبه الدموية ضد السكان الفلسطينيين، فارتكب العديد من المجازر الدموية من ابرزها مجزرة دير ياسين وغيرها، هذه الحروب الدموية مرتبطة بكل تأكيد مع الحرب النفسية التي يمارسها الاحتلال الاسرائيلي بحق ابناء شعبنا الفلسطيني.
وسيرتكز مقالي هذا عن أحد أخطر أدوات الحرب النفسية الاسرائيلية، الا وهي المخددرات.
لقد سعت اسرائيل منذ احتلالها فلسطين لاغراق الشباب الفلسطيني بآفة المخدرات فقد نشرتها في جميع المدن الفلسطينية عن طريق وكلائها في كل مكان لتغيب القضية الفلسطينية وهمومها وابعادها عن الشباب الفلسطيني ليغدو شبابنا الفلسطيني امعة لا تحركه سوى المخدرات والادمان عليها.
وزرعت المخدرات بين الشباب في مدينة القدس لتغيب ذاكراته الوطنية عما يجري في مدينة القدس المحتلة، وقد نجحت في اسقاط بعض الشباب في هذه الافة الخطيرة التي تهدد حاضر الشباب ومستقبلهم.
ان المخدرات هي وسيلة او اداة من ادوات الحرب النفسية يستخدمها العدو لاضعاف خصمه وجعله منهارا ضعيفا لا يقوى على التحديات التي تواجهه فينهار معنويا وعندئذ يسهل السيطرة عليه وتدجينه كما يريد الخصم.
لقد استخدم الاحتلال المخدرات لاسقاط شبابنا الفلسطيني على الصعيد الاخلاقي ليسهل بذلك اسقاطه الامني ليغدو الشباب حائرا تائها لا يملك اي رؤى وطنية تساعد في بناء وطنه وتقدمه.
وللرد على هذه السياسة الخبيثة التي تنتهجها اسرائيل بحق شبابنا الفلسطيني لا بد من تاسيس المراكز التي تحاول شفاء المدمن على المخدرات واعادة تاهيله نفسيا ووطنيا ليغدو انسانا صالحا يفتخر المجتمع الفلسطيني به، لان الخطا يجب ان ينتهي وان لا يتطور الى مراحل اخرى خطيرة من شانها ان تضرب بنيان المجتمع باسره، فلا بد من اعادة الاعتبار لشبابنا على الرغم من اخطائه لدمجه في مسيرة البناء الوطني.
هذه المسؤولية تقع على عاتق الفرد والمجتمع لاعادة دمج المدمن على المخدرات كي يتعافى وينهض من غفوته عله يساهم في تطوير وطنه بدل ان ينغمس في الادمان ويغدو اداة هدم وتدمير للمجتمع، ويكون امعة بايدي الاحتلال الذي يسيره كما يحلو له.
في الاونة الاخيرة انتشرت افة المخدرات في قرانا الفلسطينية بدءا من الخليل انتهاء ببلدة الزاوية، وكانت الايدي الخفية في الموضوع اشخاصا يحملون الهويات الزرقاء ويقيمون في القرى الفسطينية تحت ذرائع مختلفة، وهنا يقع العبء على سكان القرى بعدم تاجير اي شاب غريب دون التاكد من اخلاقه ووطنيته، لانه لربما يزرع المخدرات في قرانا دون ان ندري.
خلاصة القول، ان محاربة افة المخدرات مسؤولية فردية وجماعية نحرص جميعا على القضاء عليها ما استطعنا اليه سبيلا، كما نطالب المشرع الفلسطيني بتغليظ العقوبة على من تقع عليه الجناية علها تردعه وتردع غيره عن هذه الجناية الخطيرة.