نابلس - النجاح الإخباري - بإنجازاتهم في ميادين الحياة حول العالم، هكذا كسر اللاجئون الفلسطينيون الصورة النمطية التي تشكلت عنهم في الوعي العالمي كضحايا مشردين وعاجزين. فقد قدم عدد من هؤلاء اللاجئين إضافات نوعية في مختلف المجالات سواء العلمية أو الثقافية أو الفنية أو الصناعية والتقنية أو الاقتصادية، فتحول بعضهم إلى رموز وأيقونات يستدل بهم في المجالات التي نشطوا بها. ورغم ظروف اللجوء القاسية ومحدودية مساحة المشاركة المجتمعية التي مُنحت لهم من الدول المضيفة، إلا أنهم انخرطوا فيها بشكل فاعل ومؤثر. ووفق تقديرات فإن عدد اللاجئين الذين يعيشون خارج الأراضي الفلسطينية يصل إلى 4.4، حيث أشارت إحصائيات وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين «أونروا» في ديسمبر/ كانون أول لعام 2020، أن إجمالي عدد المسجلين لديها بلغ نحو 6.4 مليون لاجئ؛ من بينهم حوالي 2 مليون في الضفة وغزة. وبالتزامن مع يوم اللاجئ العالمي والذي يوافق 20 يونيو/ حزيران من كل عام، تسلط الأناضول الضوء على نماذج لإنجازات عدد من الشخصيات الفلسطينية اللاجئة حول العالم، والتي تركت بصمة في مجالاتها مصممة كسر جدار العجز والانطلاق لفضاءات التغيير والريادة.
أمريكا الشمالية
-المفكر إبراهيم أبو لُغد: ولد في مدينة يافا، وهاجر عام 1948 مع عائلته إلى لبنان ومن ثم للولايات المتحدة الأمريكية بغرض الدراسة، وتوفي عام 2003 في رام الله. يعد أبو لُغد من الشخصيات البارزة في المجال الفكري والثقافي في الولايات المتحدة والغرب، حيث عمل في منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة «يونسكو»، كما شغل منصب مدرس في كلية «سميث» التي تعتبر واحدة من أرقى الكليات الجامعية الخاصة في ولاية ماساتشوستس. عمل أبو لُغد عام 1967 أستاذا للعلوم السياسية في جامعة «نورث ويتسرن» الأمريكية، فيما تم اختياره في الثمانينيات من القرن الماضي رئيسا لدائرة العلوم السياسية بالجامعة، فاشتهر آنذاك في الأوساط الأكاديمية. كان له دور في تأسيس «رابطة الخريجين الجامعيين العرب الأمريكيين» عام 1968، وعكف على تأليف عدد من الكتب الفكرية وأخرى في المجالات التعليمية، بعضها كان باللغة الإنكليزية. -الكوميدي عامر زاهر: ولد في الأردن لأبوين لاجئين من أصول فلسطينية من الناصرة، وهو ممثل كوميدي أمريكي وكاتب ومخرج أفلام وناشط سياسي، حيث يوظف الكوميديا لتناول موضوعات خاصة بالعرب والمسلمين، كما يشغل منصب أستاذ مساعد في كلية الحقوق بجامعة «ديترويت» الأمريكية. وقال زاهر في إحدى تصريحاته خلال فعالية فنية عام 2022: «إننا كلاجئين فلسطينيين نبدع ونتفوق في كل مكان في العالم (…) نحن أكثر الناس ممن تعرضوا للتطهير العرقي نجاحا في العالم (…) سنواصل النضال من أجل حقنا في العودة».
– نادي «باليستينو» في تشيلي: أحد أقدم أندية كرة القدم في تشيلي، تم تأسيسه عام 1920 على يد مجموعة من المهاجرين الفلسطينيين (مغتربون أو لاجئون)، وظل النادي رمزا للقضية الفلسطينية، لم يقبل على مدار سنوات سوى لاعبين ينتمون إلى جنسيات فلسطينية أو عربية، واعتبره الرئيس محمود عباس امتدادا للمنتخب الوطني الفلسطيني. يمثل النادي عنوانا مؤسساتيا للاجئين الفلسطينيين في أمريكا الجنوبية، ويشكل تجسيدا للإرادة الفلسطينية في الخارج. حقق النادي لقب الدوري التشيلي عام 1955، ثم فاز النادي بالدوري مرة أخرى عام 1978، وكذلك نجح بالفوز بكأس تشيلي مرتين في عامي 1975و 1977، وفي عام 2008 حقق النادي المركز الثاني في الدوري التشيلي. -ويُذكر أن تشيلي تعد أكبر تجمع لفلسطينيي الشتات خارج العالم العربي، وبحسب وكالة وفا الفلسطينية الرسمية فإن الجالية الفلسطينية هناك تسيطر على 70 بالمئة من الاقتصاد، فيما تعود 6 من أكبر البنوك في تشيلي لفلسطينيين، كما انخرط الفلسطينيون، من بينهم لاجئين وصلوا البلاد على خلفية حرب 1948، في العمل السياسي التشيلي.
دول أوروبية
-لاعبا كرة القدم الشقيقان أحمد وأنس الشربيني: ينتميان لعائلة هاجرت من يافا إلى سوريا، ولعبا مع منتخبات كرواتية لكرة القدم كما انضما لفرق كروية سعودية، وسطع نجمهما في العالم العربي كلاعبي كرة قدم محترفين. -عازف البيانو أيهم أحمد من فلسطينيي سوريا، عازف بيانو حصل على جائزة بيتهوفن الدولية لحقوق الإنسان والسلام ويقدّم عروضا وحفلات موسيقية في مقر إقامته في ألمانيا ينقل خلالها رسالته الإنسانية إلى العالم. -سليمان أبو غيدا من فلسطينيي سوريا يقيم في ألمانيا وحصل على جائزة الاندماج الألمانية عام 2017، كما حصل على وظيفة في رابع أكبر شركة برمجيات في العالم المعروفة باسم SAP .
أستراليا
-السياسي جو هوكي: أول وزير من أصل فلسطيني في أستراليا، والده من أصول مشتركة عربية فلسطينية وأرمينية هاجر إلى أستراليا سنة 1948 وحينها قام بتغيير اسم عائلته من هوكينديان إلى هوكي، وشغل «جو» منصب وزير العمل حيث مثّل مقعده في البرلمان منطقة تعتبر الأرقى في أستراليا. كما شغل منصب سفير أستراليا لدى الولايات المتحدة عام 2016.
الدول العربية
-رسام الكاريكاتير ناجي العلي: هاجر مع عائلته عام 1948 من قرية الشجرة إلى جنوب لبنان، واشتهر في الدول العربية وبعض الدول الغربية كرسام كاريكاتير تميز بالنقد اللاذع للسياسة العربية بالمجمل، حيث بلغ عدد رسوماته الكاريكاتورية حوالي 40 ألف، فيما تعرض للاغتيال في لندن عام 1987. جسد في رسوماته شخصية «حنظلة» التي أصبحت أيقونة عربية ورمز للفلسطيني المضطهد والمتحدي. عام 1979 انتخب العلي رئيسا لـ»رابطة الكاريكاتير العربي»، فيـــما حصل عام 1988 على جائزة «قلم الحرية الذهبي» المقدمة من الاتحاد الدولي لناشري الصحف فصنف كأول رسام كاريكاتير وأول عربي يحصل عليها. خلال مسيرته، عمل العلي محررا ورساما ومخرجا صحافيا في صحف «الطليعة الكويتية والسياسة الكويتية والسفير اللبنانية والقبس الكويتية والقبس الدولية (لندن)».
-عائلة غرغور: هي عائلة فلسطينية من يافا، كانت أقدم وكيل لشركة مرسيدس-بنز الألمانية في فلسطين حيث كانت تقايض صناديق البرتقال الذي تجمعه من يافا بالسيارات، هاجرت عام 1948 إلى الأردن لتبدأ رحلتها في وكالة هذه الشركة في العالم العربي، واليوم تعد واحدة من أبرز الشركات الرائدة في تجارة السيارات في المنطقة العربية. -الشاعر محمود درويش: أحد أهم الشعراء الفلسطينيين والعرب الذين ارتبط اسمهم بشعر الثورة والوطن، وهو لاجئ فلسطيني من مدينة يافا، تنسب إليه المساهمة في تطوير الشعر العربي الحديث وإدخال الرمزية فيه، وتوفي عام 2008. حصل على عدد من الجوائز العربية والأجنبية منها «جائزة لوتس الدولية للأدب عام 1969، وجائزة البحر المتوسط الدولية للشعر عام 1980، وجائزة ابن سينا في الاتحاد السوفيتي عام 1982، وجائزة لينين عام 1993 وهي أبرز الجوائز التي كان يمنحها الاتحاد السوفيتي لخمس شخصيات في مجالات مختلفة، كما حاز على الوسام الثقافي في تونس عام 2007، وحصل على جائزة الأمير كلاوس الهولندية عام 2004، وجائزة القاهرة للشعر العربي عام 2007». -رجل الأعمال طلال أبو غزالة: ولد في يافا وهاجر مع عائلته إلى لبنان ومن ثم للأردن، أسس مجموعة طلال أبو غزالة الدولية، وهي مجموعة شركات عالمية (14 شركة) تقدم الخدمات المهنية في مجالات المحاسبة والاستشارات الإدارية ونقل التكنولوجيا والتدريب والتعليم والملكية الفكرية والخدمات القانونية وتقنية المعلومات والتوظيف والترجمة والنشر والتوزيع. لهذه الشركات 8 فروع و39 مكتبا في العالم العربي خاصة دول الخليج. شغل منصب نائب رئيس فريق عمل الأمم المتحدة لتقنية المعلومات والاتصالات، ورئيس كل من «هيئة التجارة الإلكترونية وتقنية المعلومات والاتصالات في غرفة التجارة الدولية، والمجمع العربي للمحاسبين القانونيين، والمجمع العربي للإدارة والمعرفة، والمجمع العربي للملكية الفكرية، والتحالف العربي للصناعات الخدمية»، كما عُين عضوا للجنة منظمة التجارة العالمية. وعام 2007، عيّن الأمين العام للأمم المتحدة آنذاك بان كي مون طلال أبو غزالة نائبا له في رئاسة الميثاق الدولي. -الطبيب والسياسي جورج حبش: أحد أبرز الشخصيات الوطنية الفلسطينية والعربية حيث هاجر وعائلته من يافا، وهو أحد مؤسسي حركة القوميين العرب وتوفي عام 2008. – شركة اتحاد المقاولين ccc: واحدة من أولى شركات المقاولات العربية، تعود أصولها لعام 1952 حيث أسست على يد اللاجئَين الفلسطينيَين ورائدا الأعمال حسيب صباع وسعيد خوري، وشريكهما كامل عبد الرحمن. تم تصنيف هذه الشركة بين أول 20 شركة في العالم في مجال المقاولات، فيما تملك اليوم 42 فرعا في دول عربية وأجنبية ولديها آلاف الموظفين، الذين بلغوا في إحدى الفترات 180 ألف موظف.
-المخرج عثمان أبو لبن: مخرج فلسطيني مصري، ينتمي لعائلة هاجرت من يافا إلى مصر، ساهم في إخراج أغانٍ لفنانين مصريين وعرب لهم صيتهم في العالم العربي، كما ساهم في إخراج أفلام سينمائية، فيما حصل على جائزة النيل الدولية المصرية لأفضل إخراج. -المطرب محمد عساف: فنان فلسطيني لعائلة هاجرت من مدينة بئر السبع، فاز بلقب «محبوب العرب» عام 2013، وعُيّن بعد ذلك سفيرا للنوايا الحسنة للشباب للاجئي فلسطين في «أونروا»، كما شارك بأغنية في افتتاح كأس العالم لكرة القدم 2014 في البرازيل. – رجل الأعمال إيليا قسطندي نقل: ينحدر من عائلة هاجرت من الرملة (قرب تل أبيب)، ويعد من أبرز رجال الأعمال في الأردن حيث أسس شركة فاين للورق الصحي التي تعد أكبر شركة للمنتجات الورقية في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا ومقرها الرئيسي العاصمة عمان، حيث تنتشر مصانعها في عدد من الدول العربية فضلا عن وصولها للأسواق العالمية.
كان أول الحاصلين على الوسام الملكي الأردني الرفيع «الحسين للعطاء» في عهد الملك عبد الله الثاني، كما تبوأ عام 2008 قائمة أبرز المرشحين لنيل جائزة رائد الأعمال للشرق الأوسط، ووافته المنية عام 2022. -المعلمة حنان الحروب: لاجئة من الضفة الغربية فازت عام 2016 بجائزة «نوبل للتعليم»، التي تنظمها مؤسسة «فاركي» البريطانية، وذلك لعملها مع الأطفال المصابين بالصدمات النفسية.