النجاح الإخباري - انتهى مسلسل خمسة ونص لأبطاله نادين نجيم وقصي خولي ومعتصم نهار، بمأساة كانت متوقّعة ولم تحمل أي مفاجآت، بعد أن ربطت نادين دورها باللايدي ديانا، التي توفّيت في حادث سير قيل إنّه مدبّر ولم يكشف التحقيق ملابساته إلى اليوم.
وكان فريق العمل قد صوّر نهايتين للمسلسل، ليتمّ اختيار النّهاية التي ستعرض في اللحظات الأخيرة، دون أن يتمّ الكشف عن النهاية الثانية وما كانت ستحمله من أحداث.
الحلقة بدأت بفضيحة بيان مع حبيبها جاد، عن طريق ابنة خالتها يارا سينيتا صموئيل، التي وشت بها إلى زوجها غمار (قصي خولي)، فقام بإرسال رجاله خلفها، إلا أنّ لجوء بيان إلى السوشال ميديا، وتصويرها فيديو تخبر فيه المتابعين أنّها تريد الانفصال عن زوجها وأنّ هذا الأخير يساومها على حضانة طفلهما دفعته إلى سحب رجاله خوفاً من الفضيحة والتخطيط للانتقام بهدوء.
لجوء الطبيبة والنائبة في البرلمان إلى السوشال ميديا، بعد سنوات قضتها مع رجل لا تطيقه للحفاظ على حضانة ابنها، بدا نافراً ولا يليق بشخصية بيان المناضلة. فقد كان متوقع منها أن تخوض حرباً تشريعيّة للمطالبة برفع سنّ الحضانة للأمهات، بدل اللجوء إلى مواقع التواصل الاجتماعي والضّغط الإعلامي على طريقة الأمهات اللواتي لا حول لهنّ ولا قوّة.
ولأنّ لمواقع التواصل سطوتها فازت بيان مؤّقتاً.
وخلال زيارة تقوم بها إلى مركز السرطان، يتمّ إقصاء جاد (معتصم النهار) من خلال اتصال يتلقّاه من الممرضة المشرفة على صحّة والدته، يترك السيّارة لبيان ويذهب على عجلة من أمره.
وهناك، وقبل الحادث بدقائق، تقوم بيان بقصّ شعرها تضامناً مع مرضى السرطان. مشهد أثار الكثير من ردود الفعل. فأين موقعه في السّياق الدرامي؟
بيان هي بالأصل طبيبة أمراض سرطانيّة، وتبدو زيارتها المركز في إطارها الدرامي الصحيح، أمّا قص شعرها فحمل رسالة وصلت بطريقتين.
البعض تلقّاها على أنّها مبادرة طيّبة من الممثلة للنساء اللواتي يتساقط شعرهن بسبب العلاج الكيميائي، مفادها أنّ الشعر ليس تاج الجمال، وأنّ أنوثتكنّ غير مرتبطة بشعركن، وأنّني أتضامن معكنّ وأتخلّى عن شعري لأريكن النتيجة... نحن جميلات من دون شعر.
والبعض الآخر رأى في الأمر استغلالاً لمعاناة المرضى، وأنّ صنّاع العمل أرادوا أن يعرضوا مشهداً دخيلاً على السّياق العام للقصّة، ليصفّق المشاهد لإنسانيّتهم المزعومة، في وقت أنّهم لم يقوموا سوى باستغلال المرض لتلميع صورة العمل، من دون أن تقوم الممثلة فعلياً بقصّ شعرها.
أمّا النهاية فحملت أكثر من تساؤل، تخرج بيان من المستشفى، تفاجىء بفرامل السيارة معطّلة، كان بإمكانها رفع رجلها عن دوّاسة البنزين، وأن ترفع فرامل اليد، أو كان بإمكانها حرف السيّارة على الرصيف، والاصطدام بشجرة، خصوصاً أن منطقة عين المريسة حيث صوّر الحادث ليست "أوتوستراد" تسير فيه السيارات بسرعة، كان الأمر ليبدو مقنعاً أكثر، لو أنّ الحادث صوّر على طريق دولي حيث الحادث لا يعني سوى الموت المحتّم.
ثغرات بسيطة أخذت الكثير من ردود الفعل، الحلقة الأخيرة عرضت في الرابع من حزيران/يونيو، وعلى القبر سجّل تاريخ الموت 6 حزيران/يونيو، كتب المشاهدون تغريدات مفادها أن بيان ستموت بعد غدٍ، هفوات إخراجيّة بسيطة، منها أنّ هاتف جاد الذي نسيه في سيارة التاكسي، سجّل توقيت الخامسة والنصف، موعد وقوع الحادث، وعنوان المسلسل الذي أثار الجدل، إلا أنّ التاريخ كان يعود إلى شهرين سبقا موعد وفاة الطبيبة.
انتهت الحلقة على سؤال، لماذا انتصر الشرّ على الخير؟ فقد جلس غمار المنتشي بوفاة زوجته على كرسي الزعامة، مستمتعاً بخبر انتحار سيدة أعمال، قامت بتسريب ملفّات فساده إلى بيان.
المسلسل بالمجمل أثار الجدل، فقد حمل الكثير من الرسائل غير الموظّفة في السياق الدرامي الصحيح، رسائل أراد صنّاع العمل إيصالها كيفما اتّفق، من ملف الفساد في المستشفيات، إلى أزمة النفايات، والتوريث السياسي، والحضانة، وغيرها من الملفّات التي حملت وزرها الدكتورة بيان، لتلعب دوراَ شبيهاً بأميرة القلوب ديانا، التي توفيت مثلها في النّفق، تاركة خلفها أسراراً وأسئلة لم يجب عليها أحد رغم مرور 22 عاماً على موت ديانا، أما موت بيان فحمل أسئلة لن تحفظها الذاكرة طويلاً، في عمل كان بإمكانه الخروج بصيغة أفضل لو يكتب وينفّذ على عجل.