النجاح الإخباري - افتتحت هيئة التوجيه السياسي والوطني، اليوم الأحد، دورة إعداد مفوضين سياسيين في أكاديمية الأمن الوقائي بمدينة أريحا.
وافتتحت الدورة التي يشارك فيها 30 ضابطا وصف ضابط من منتسبي التوجيه السياسي والوطني من مختلف المديريات، بالنشيد الوطني الفلسطيني وقراءة الفاتحة على أرواح الشهداء، ألقى بعدها مفتي القدس والديار الفلسطينية الشيخ محمد حسين كلمة تناول فيها مكانة فلسطين الدينية، وأكد خلالها أن من يفرط في القدس سرا أو علنا خارج عن الملة، وأن النصر حليف الفئة الصابرة المرابطة في فلسطين وأن جنودها وضباطها هم صفوة هذه الأمة.
وقال "إن منظمة التحرير الفلسطينية هي الوطن المعنوي لكل الفلسطينيين وهي الممثل الشرعي والوحيد للشعب الفلسطيني في كل أماكن تواجده، وأن أرض فلسطين هي وطن الفلسطينيين المادي، وعلينا أن ننحاز للوطن والقدس وفلسطين وأن نقف إلى جانب القيادة الفلسطينية والرئيس محمود عباس الذي يمثل رمزا من رموز السيادة الوطنية، وعلينا واجب الحفاظ على كل إنجاز تحقق مهما كان شأنه".
وأضاف الشيخ حسين "أن المسجد الأقصى للمسلمين وحدهم لا يشاركهم فيه أحد، وأننا نرفض أي تغيير على الوضع الديني والتاريخي للمسجد، وهذا موقف القيادة الفلسطينية الجازم والحازم"، مشيرا إلى أن "حقنا في القدس واضح في سورة الإسراء التي تقع في قلب القرآن الكريم، وهي جزء من عقيدة كل مسلم وتاريخه".
وأشاد بالمقاومة السلمية قائلا إنها "أثبتت نجاعتها في الدفاع المسجد الأقصى حين قاوم المقدسيون إغلاق بواباته بالصلاة على أبوابه والشوارع المؤدية له وعلى الحواجز القريبة منه والبعيدة، وفي مختلف نقاط المواجهة على حدود قطاع غزة وفي كل نقاط التماس في المحافظات الشمالية".
واستذكر مواقف القيادة الفلسطينية التاريخية التي فجرت الثورة الفلسطينية المعاصرة وسقط معظم أعضائها شهداء، مشيدا بمواقف الرئيس محمود عباس المتمسك بالثوابت والذي واجه بصلابة قرار الإدارة الأميركية بشأن القدس.
من جانبه، شدد المفوض السياسي العام، الناطق الرسمي باسم المؤسسة الأمنية اللواء عدنان ضميري على أهمية الدورة لتأهيل مفوضين سياسيين، موضحا أن المفوض يجب أن يكون قدوة لزملائه وأبناء المؤسسة الأمنية ويتمتع بقدر عال من الثقافة والمعرفة والاطلاع، لأن فكرة التوجيه السياسي والوطني مرتبطة بالوعي وتهذيب السلوك وتعزيز الإيمان وحب الوطن وزراعة النصر في الصدور قبل الميادين.
وأضاف أن قيادة التوجيه السياسي حرصت على إقامة دورات تعني بالوعي السياسي وتطوير المهارات لدى المشاركين، حتى يصبح المفوضون قادرين على إيصال رسالتهم إلى المجتمع بكل قطاعاته المدنية والعسكرية والأمنية، لتعزيز القيم النبيلة والروح المعنوية العالية.
وقال اللواء ضميري إن "اتجاهنا الواحد والوحيد نحو فلسطين وما يساهم في تحريرها وبناء مستقبل مشرق لأبنائها، وأن هيئة التوجيه السياسي والوطني تولي أهمية لدى الجيل الناشئ لحمايته من التشويه الفكري والأخطار التي تتهدده من كل الجهات"، مضيفا "أن كل ضابط في المؤسسة الأمنية يمكن أن يكون مفوضا وموجها سياسيا لمرؤوسيه وزملائه، وأن منتسبي المؤسسة الأمنية ورثوا قيما وطنية عالية من قادة عظام قضوا شهداء على درب الحرية مثل ياسر عرفات، وخليل الوزير، وعبدالقادر الحسيني، وعز الدين القسام، وغيرهم الكثير".
وتطرق إلى عقد المجلس الوطني الفلسطيني نهاية الشهر الجاري، قائلا "إنه أهم سلطة تشريعية للشعب الفلسطيني أينما تواجد أبناؤه، سواء كانوا أعضاء في المجلس أو غير أعضاء"، مشيرا إلى أن "حركتي حماس والجهاد ليستا أعضاء في المجلس وهذا لا يقلل من شأنه أو مكانته أو شرعيته، ما دام ملتزما بالنظام والقانون الذي يحكمه".
وحول ما تتعرض له القيادة الفلسطينية من محاولات للتشويه خاصة الرئيس ورئيس الوزراء وقادة المؤسسة الأمنية، قال اللواء ضميري "يجب علينا مواجهة هذا الحجم من التشوية والتضليل والكذب الذي يستهدف النيل من مواقف القيادة الفلسطينية السياسية برجولة، من خلال تعزيز ثقتنا بقيادتنا وولائنا لها".
بدوره، أكد مدير التدريب في الأمن الوقائي العميد عبدالقادر التعمري أهمية عقد هذه الدورة لتأهيل مفوضين سياسيين قادرين على القيام بواجبهم بكل مهنية واقتدار، لتعزيز انتماء منتسبي المؤسسة الأمنية الوطني وولائهم لقيادتهم وتحصينهم فكريا، ومواجهة الأخطار التي تتهدد شعبنا وقضيتنا من قبل أطراف متعددة، وحماية المجتمع الفلسطيني من الاستهداف الذي يتعرض له.
وشدد على أهمية التعاون والشراكة بين جهاز الأمن الوقائي وهيئة التوجيه السياسي والوطني، وعلى الاستعداد الدائم لتنفيذ البرامج التي تخدم المؤسسة الأمنية.
ورحب العميد التعمري بالمشاركين في الدورة، منوها إلى أنهم سيكونون محط أنظار إخوتهم من مختلف أذرع المؤسسة الأمنية.
يذكر أن الدورة ستستمر على مدار أسبوعين متتاليين، وستتضمن العديد من المحاضرات والتدريبات، بمشاركة سياسيين وأكاديميين وضباط وخبراء ومختصين في العديد من المجالات.