النجاح الإخباري - سببان كانا وراء تراجع روسيا عن التصدي للضربات الثلاثية، التي شنتها كل من أمريكا وبريطانيا وفرنسا، في الساعات الأولى من صباح اليوم السبت: الأول، تمثل في عدم استهداف الضربات للدفاعات الجوية الروسية في سوريا، والثاني، في تمكن الدفاعات السورية التي تعود إلى الحقبة السوفييتية منذ حوالي 30 عاما إلى التصدي لهذه الصواريخ.
وقدمت وزارة الدفاع الروسية اليوم السبت تفسيرا لتساؤلات حول الضربات الصاروخية التي وجهتها الولايات المتحدة وحليفتيها بريطانيا وفرنسا لسوريا، ولماذا لم ترد بضربات مماثلة على العدوان.
وأكد بيان صدر عن وزارة الدفاع اليوم السبت، أن أياً من صواريخ العدوان على سوريا فجر اليوم لم تستهدف أيا من المناطق الموجود فيها الدفاعات الجوية الروسية بقاعدتي "طرطوس" و "حميميم" الروسيتين.
وكانت موسكو قد حذرت واشنطن ومن لف لفيفها في وقت سابق، أنها سترد على الفور على أي صاروخ يستهدف المواقع العسكرية الروسية المتوضعة في سوريا.
ويرى محللون سياسيون روس أن روسيا لم ترد على العدوان الثلاثي بقيادة واشنطن، طالما أن الصواريخ لم تطال القوات الروسية في سوريا، في الوقت الذي لم تألو فيه الدفاعات الجوية السورية جهدا في مقاومة هذا العدوان.
وفي هذا السياق، كتب المحلل السياسي دميتري سميرنوف، في صحيفة "كومسومولسكايا برافدا"، أعتقد أن أي روسي يصحى من نومه ويسمع خبر قصف الأمريكيين لسوريا الموجود بها مواقع للجيش الروسي، سيتبادر لذهنه "ما هي الخطوة التالية؟"، "هل سيقتصر الأمر على منطقة الشرق الأوسط أم الأمور ستفلت من زمامها؟"، "هل نودع أقاربنا ونشد الرحال؟ أم ننتظر قليلا؟".
واعتبر سميرنوف أن الرئيس بوتين تصرف بحكمة وجنب العالم ويلات حرب عالمية ثالثة، وأظهر للعالم كله أن سياسة روسيا مسؤولة وأن موسكو لا تتصرف بناء على ردات فعل.