النجاح الإخباري - أكد الخبير الاستراتيجي السعودي اللواء أنور عشقي، أن السعودية سترد على أي تصعيد عسكري إيراني ضدها؛ لافتا إلى أن المملكة تمتلك صواريخ صينية بعيدة المدى، قد تستخدمها لضرب طهران، ومدينة صعدة اليمنية، حال أقدمت إيران على استهداف أراضي المملكة.
أوضح عشقي أن السعودية لا تريد الحرب مع إيران، وأشار إلى أن سلطات بلاده تواجه حالياً "أولئك الذين يساعدون إيران على تنفيذ مخططاتها"، وأضاف، "المملكة لديها صواريخ صينية استراتيجية — ليست اعتراضية — من طراز "رياح الشرق 2000"، وإذا أقدمت إيران على ضرب أية منطقة بالمملكة وسقط قتلى، وقتها فإنالسعودية ستضرب طهران وصعدة، إذ أن 4 صواريخ من هذا الطراز كافية لتدمير طهران، وصاروخ واحد لصعدة؛ لكن المملكة لا تريد هذا السيناريو"، وتابع: "المملكة تضغط على المجتمع الدولي (ليضغط بدوره على طهران)، لأن أي ضرر قد يصيب السعودية، سوف يؤثر على الاقتصاد العالمي، وخاصة على صناعة النفط، والأمن القومي الأمريكي والغربي سيتأثر بذلك، والسعودية تواجه حالياً إيران والذين يساعدونها على تنفيذ مخططاتها".
وأردف اللواء السعودي المتقاعد، "الضغوط الحالية على إيران غير كافية، طهران تقوم بأعمال غير مقبولة لدى الشرعية الدولية، إنها تنتهك سيادة الدول، وتقوم بزعزعة الأمن والاستقرار في المنطقة، فضلاً عن أنها تطور وترسل الصواريخ (للموالين لها)، هذه الأمور موجهة لإيذاء الدول، ولإحداث الاضطرابات، وضد السلام الدولي"، وتابع عشقي أن "هناك أطماع سياسية لدى إيران، والسعودية أكثر الدول المستهدفة من قبل إيران، عبر الميليشيات الحوثية (حركة أنصار الله اليمنية)، وعبر بعض العملاء في المنطقة الشرقية للمملكة".
غير أن الخبير الاستراتيجي السعودي، أكد أن ولاء سكان المنطقة الشرقية، التي تتميز بوجود عدد كبير من أبناء الطائفة الإسلامية الشيعية، موالين للملك والدولة السعودية، وقال "السعوديون في المنطقة الشرقية ليس لهم ولاء لإيران، لكنهت اتخذت من بعضهم عملاء لها، وهي فشلت تماماً في تنفيذ مخططاتها بالمنطقة الشرقية".
وبخصوص الصواريخ، التي يطلقها الحوثيون بين وقت وآخر تجاه المدن السعودية الآهلة بالسكان، أكد عشقي أنه يتم اعتراضها جميعها من قبل الدفاعات الجوية السعودية. وقال "لو لم يتم اعتراض هذه الصواريخ لأحدثت تدميرا وقتلا بشكل كبير، لكن خلال الاعتراضات يحدث أن تنفصل شظايا من الصواريخ، قد تصيب بعض المواطنين والمقيمين".
كما أشار إلى أن السعودية تنظر استلام صواريخ "اس 400" الروسية، ضمن صفقة سلاح، تم الاتفاق عليها خلال زيارة العاهل السعودي الملك سلمان بن عبد العزيز إلى موسكو، العام الماضي، لتعزيز قوتها الجوية الدفاعية.
وحول الاتفاق بشأن برنامج إيران النووي وإمكانية انسحاب الولايات المتحدة منه، كما هدد ترامب، أوضح عشقي، أن السبب يرجع إلى نظرة وزير الخارجية الأمريكي السابق ريكس تيليرسون، الذي كان يفضل "تصحيح مسار السياسة الإيرانية"، لكنه، وبعد استبداله بمايك بومبيو، فإن "الوضع تغير، ولا يستبعد إلغاء الاتفاق النووي"، على حد تعبيره.
وأبرمت إيران مع الدول الكبرى "5 + 1" (الولايات المتحدة، وروسيا، والصين، وفرنسا، وبريطانيا بالإضافة إلى ألمانيا) اتفاقا لتسوية الخلاف حول برنامجها النووي في تموز/يوليو 2015، واعتبر البيت الأبيض، وقتذاك، الاتفاق "تاريخيا".
لكن الرئيس الأمريكي الحالي دونالد ترامب هاجم، خلال كلمته أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة في 19 أيلول/سبتمبر الماضي، الاتفاق بشأن برنامج إيران النووي، ووصفه بأنه "الأسوأ في تاريخ الولايات المتحدة"، وعبر في أكثر من مناسبة عن رغبته في الانسحاب من الاتفاق.
وحول عمليات "التحالف العربي" بقيادة السعودية في اليمن، اعتبر عشقي أنه لولا هذه العمليات، لاجتاح الإرهاب اليمن من شماله إلى جنوبه، وأضاف، "استطاعت قوات التحالف من تطهير جنوب اليمن من الإرهابيين، وبالنسبة إلى الشمال، فإنه تبقت بغض المناطق في صنعاء وتعز والحديدة وصعدة، لافتاً إلى أن قوات الجيش اليمني المدعومة من "التحالف" تتقدم، لكن ببطيء.
وبالنسبة لعمليات "التحالف" في اليمن واحتمالات السلام، قال عشقي، "لاشك أن الضغط العسكري سيرغمهم (الحوثيين) على السلام، وعلى قبول الشرعية الدولية المتمثلة في القرار 2216، والشرعية الدستورية، عبر المبادرة الخليجية ومخرجات الحوار اليمني".
كان ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان طالب المجتمع الدولي بممارسة الضغوط على إيران، لتفادي مواجهة عسكرية في المنطقة.
جدير بالذكر أنه، وبحسب معطيات الأمم المتحدة، فإن الغارات الجوية، التي يشنها "التحالف" والقصف المدفعي والصاروخي المتبادل بين طرفي النزاع في اليمن، أدى إلى مقتل وإصابة الآلاف من المدنيين والعسكريين، ونزوح عشرات الآلاف من ديارهم، فضلاً عن تدمير البنية التحتية للبلاد، وانتشار الأوبئة والمجاعة.