هبة أبو غضيب - النجاح الإخباري - جمعت المصالح المشتركة والعامل الجغرافي العالمان العربي والافريقي، إلى جانب الوصول إلى دور فاعل على الصعيد الدولي.

ما ساعد في ولادة لقاءات بين الطرفين ودعم التحرر، لتتشكل ملامح هذه الدول والطريق نحو السيادة، وإثبات وجودها على الخريطة الدولية.

وانطلق تأسيس الشراكات في القاهرة والتي كانت أول قمة تعقد في قصر أنشاص عام 1977، بمشاركة سبع دول مؤسسة لجامعة الدول العربية، من ضمنها الأردن، ومصر، والسعودية، واليمن، والعراق، ولبنان، وسوريا، والتي حظيت فلسطين من خلالها بدعم إفريقي قوي لقضيتها بالمحافل الدولية.

وتعهدت الدول خلالها بتنمية علاقاتها على المستويين الثنائي ومتعدد الأطراف، ودعت إلى تقوية النضال ضد الإمبريالية، ومساندة حركات التحرر فى العالم.

كما كان لفلسطين نصيب من إعلان القاهرة عن دعم نضال شعوب فلسطين وزيمبابوي وجنوب افريقيا والصومال وجزر القمر لنيل حريتها واستقلالها، وخرجت بـ13 بندا.

ولكن سرعان ما تغيرت العلاقات وتباعد الطرفان عقودا من الزمن جراء النزاعات الحدودية والسياسية والاقتصادية استغلتها دول خارجية واستخدمتها كمصيدة لزيادة توتر وتباعد الطرفان، حتى بدأت بعض الدول الإفريقية بالإعتراف باسرائيل.

 والتقى الطرفان مجددا في مدينة سرت في ليبيا عام 2010 بالقمة الثانية، وفي ظل توتر العلاقات العربية الإفريقية كان الحضور العربي متواضعا في القارة الافريقية مقابل حضور متزايد لدول غربية واسيوية، ما أدى إلى ضعف العلاقات في التنسيق بالإضافة إلى ضعف القدرة على التأثير بصورة فردية.

وأقرت خلالها مشروع "إستراتيجية الشراكة الافريقية العربية ومشروع خطة العمل الافريقي العربي المشترك عام 2011_2016.

وأكدت القمة على أهمية تبادل الخبرات في مجال حل النزاعات بالوسائل السلمية وأهمية تضافر الجهود العربية والافريقية لإحداث إصلاح شامل وجوهري لـالأمم المتحدة.

فيما عقدت القمة الثالثة في الكويت عام  2013، تحت شعار "شركاء في التنمية والاستثمار"لبحث  إمكانية إنشاء سوق عربية افريقية مشتركة وتعزيز التبادل التجاري والاستثمارات والأمن الغذائي، عدا عن القضايا السياسية، وخرجت القمة بإعلان 31 نقطة، بمشاركة 34 رئيس دولة و71 وفد دولي، بالإضافة إلى مشاركة منظمات إقليمية ودولية.

فيما استضافت غينيا الاستوائية القمة الرابعة عام 2016 بمشاركة 17 رئيس دولة افريقية وعربية ومناقشة ملفات سياسية وأمنية واقتصادية لتطوير الزراعة والتبادل التجاري ومحاربة الارهاب وغيرها، وسط مقاطعة ثماني دول، احتجاجًا على إصرار الاتحاد الأفريقي على مشاركة جبهة "البوليساريو"، والتي أعلنت من جانب واحد قيام ما يسمى الجمهورية العربية الصحراوية الديمقراطية، وهي ليست عضوا بالأمم المتحدة ولكنها عضو بالاتحاد الأفريقي.

وظل الخلاف قائما مع تباين في الرؤى بين الجانبين العربي والأفريقي حيث تتمسك الجامعة العربية بإبعاد وفد الجبهة من القمة، بينما تصر مفوضية الاتحاد الأفريقي على مشاركته.

ومنذ تأسيس الجامعة العربية عام 1945، عقد القادة العرب 39 اجتماعَ قمة حتى عام 2016؛ توزعت بين 27 قمة عادية وتسع قمم طارئة، وثلاث قمم اقتصادية.

وقرر مؤتمر القمة غير العادي عام 2000 المنعقد في مصر أن يعقد مجلس جامعة الدول العربية على مستوى القمة بصفة منتظمة في دورةٍ عادية مرةً كل عام في شهر آذار، وتحقق ذلك في الأردن عام 2001، وكانت مؤتمر القمة العربي العادي الحادي عشر (1980)، ومؤتمر القمة غير العادي الرابع (1987)، ومؤتمر القمة العادي الثالث عشر (2001).

وتستضيف الأردن من جديد القادة العرب في الدورة العادية الثامنة والعشرين للقمة العربية واجتماعاتها التحضيرية، تجسيداً لدورها البنّاء في مسيرة العمل العربي المشترك.

ويفترض أن تنعقد القمة العربية الافريقية كل ثلاث سنوات بالتناوب بين الدول العربية والأفريقية.

ويذكر أن مجلس الجامعة أصدر قرارا عام 1952 اعتبر فيه المندوب الفلسطيني مندوبا عن فلسطين وليس مندوبا عن عرب فلسطين كما كان الحال من قبل.

واستمر هذا الأمر حتى عام 1964 حين اعترف مؤتمر القمة العربي الأول الذي عقد بالقاهرة بمنظمة التحرير الفلسطينية التي أنشئت عام 1963 ممثلا شرعيا للشعب الفلسطيني، واعتبر المجلس رئيس المنظمة ممثلا لفلسطين لدى الجامعة.

كما اعترف الرؤساء العرب في المؤتمر الذي انعقد في الدار البيضاء بين العرب واسرائيل عام 1973، بمنظمة التحرير الفلسطينية في الأمم المتحدة.

وفي عام 1976 وبناء على اقتراح مصري أصبحت المنظمة عضوا كامل العضوية ولها ممثل في مجلس الجامعة من حقه أن يصوت في كل القضايا التي يناقشها المجلس.

ويعتبر مؤتمر القمة القادم في الأردن فرصة مواتية لفلسطين نظرًا لضرورة تطرق العرب إلى قضايا الشعب الفلسطيني واتخاذ قرارات بشأنها، أهمها احتمال اعتراف الولايات المتحدة بالقدس عاصمة لإسرائيل.