عمان: كشف الجيش الأردني ليلة الأحد أن مقاتلاته شنت ليلة الجمعة الماضية ضربات جوية على مواقع لتنظيم داعش، جنوبي سوريا، مسفرة عن مقتل عدد من مسلحيه كما دمرت مستودعات لذخيرته وثكنات وآليات عسكرية، وسط تساؤلات حول دوافع المملكة لشن هجمات، في هذه الفترة تحديدا.
ورأى الخبير العسكري والاستراتيجي، مأمون أبو نوار، أن هجمات الأردن جاءت بعدما تمدد داعش في البادية السورية وأضحى يهدد الأردن، ولذلك فإن توجيه الضربات كان استباقا سليما، بحسب قوله.
وأضاف أبو نوار، في حديث لسكاي نيوز عربية، أن إحجام الأردن عن توجيه الضربات لتنظيم داعش في سوريا، كان سيتيح لمتشدديه أن يتقدموا أكثر صوب الحدود ليقوموا بأعمال التجنيد.
وأشار إلى أن الغارات الأردنية استخدمت فيها طائرات بدون طيار ومقاتلات "إف 16"، فضلا عن قنابل "ليزر" ذات التصويب الدقيق للأهداف.
ونبه إلى وجود جيب بالغ الخطورة في الجنوب السوري، قرب الأردن، وهو "جيش خالد" التابع لتنظيم داعش في حوض اليرموك، بريف درعا الغربي، فرغم وجود سياج إلكتروني على الحدود ظلت الضربة أمرا مطلوبا، في تقدير الخبير العسكري.
وأضاف أن داعش تشن حروبا متحركة، إذ كان بوسع التنظيم قبل فترة وجيزة فقط أن يحاصر حلب، شمالي سوريا، عبر قطع طريق الخناصر، ولذلك فإن من الضروري، أن تتم محاصرته استباقيا، لاسيما على الحدود بين العراق وسوريا.
وأوضح أن لدى الأردن حاجة إلى طائرات مسيرة للتعامل مع التهديدات المتحركة، مرجحا أن تكون العملية الأخيرة قد جرت بتنسيق بين سوريا وروسيا والولايات المتحدة.
أما السيناريو المخيف، بحسب أبو نوار، فهو تفعيل الجبهة الجنوبية لسوريا، إذ إن اشتعال المنطقة ينذر بالفوضى وتدفق مزيد اللاجئين صوب حدود الأردن.
وأكد الخبير أن الأردن لا يرغب أيضا في أن يرى الحشد الشعبي والحرس الثوري الإيراني على حدوده، وهي نقطة من المرجح أن تكون قد خضعت لتفاهمات أردنية روسية.
وقال الجيش الأردني في بيان نشرته وسائل إعلام رسمية: "دكت طائرات من سلاح الجو الملكي الأردني لذكرى شهدائنا الذين قضوا في حربنا ضد الإرهاب، مساء الجمعة، أهدافا مختلفة لعصابة داعش الإرهابية في الجنوب السوري، منها موقع عسكري كانت قد احتلته عصابة داعش المجرمة وكان يعود سابقا للجيش السوري".
جدير بالذكر أن الأردن يشارك في التحالف الدولي ضد "داعش" بقيادة الولايات المتحدة، الذي يشن هجمات على التنظيم في سوريا والعراق.