النجاح الإخباري - -ترجمة خاصة- قال ضباط عسكريون أميركيون سابقون ومحللون إنه بعد 4 أشهر من الحرب لا زالت إسرائيل غير قادرة على تحقيق النصر الكامل، كما أن المقاومة الفلسطينية المسلحة يمكنها جر إسرائيل إلى مستنقع طويل مثل الصراعات السابقة في لبنان
ونقلت شبكة (إن بي سي نيوز) عن رئيس لجنة المخابرات بمجلس الشيوخ الأميركي قوله" إنه فوجئ عندما علم أنه تم تطهير جزء "ضئيل" فقط من شبكة أنفاق حماس، والتي قد تمتد لمسافة 300 ميل."
كما قال السيناتور الأميركي مارك وارنر، الديمقراطي عن ولاية فيرجينيا: "إن حجم الأنفاق التي تمكنوا من تطهيرها وتأمينها بالكامل صغير للغاية.. إنها صغيرة بشكل مذهل".
و علق الرئيس السابق للقيادة المركزية الأميركية، الجنرال المتقاعد جوزيف فوتيل، الذي أشرف على العملية العسكرية التي قادتها الولايات المتحدة ضد داعش إن تقديرات إسرائيل بأنها قتلت ما يقرب من 40% من مقاتلي حماس هي تقديرات كبيرة ولكنها تشير إلى أنه لا تزال هناك قوة مسلحة كبيرة على الأرض.
وأضاف : "هذا ليس شيئا.. لكن ما يخبرك به هذا هو أنه لا يزال هناك الكثير من المقاتلين".
و "على الرغم من أن الجيش الإسرائيلي "يحرز تقدما"، إلا أنه "لا يزال أمامهم طريق طويل للغاية ليقطعوه، وستظل الحملة صعبة".
- جنرال إسرائيلي: نناور في أهم الأنفاق-
بينما عارضه في الرأي الجنرال دان جولدفوس، قائد فرقة المظليين 98 في الجيش الإسرائيلي قائلاً إن كبار قادة حماس غير قادرين الآن على توجيه قواتهم في القتال في الوقت الحقيقي لأنه ليس لديهم وسيلة للتواصل بشكل آمن.
أما بالنسبة لشبكة الأنفاق الضخمة تحت غزة، فقال غولدفوس إن الجيش استولى على الشرايين الرئيسية. وقال: “نحن في الأنفاق الأكثر أهمية”... "نحن نناور في أهم الأنفاق."
واتفق مسؤول كبير في إدارة بايدن على أن قيادة حماس وبنيتها التحتية ومواقع تخزين الأسلحة قد تضررت بشدة.
وقال المسؤول إن العملية الإسرائيلية “كان لها بالتأكيد تأثير على معنوياتهم وقدرتهم على مواصلة العمل”.
ومن غير الواضح بالضبط حجم الضرر الذي ألحق بحماس خلال الأشهر الأربعة الماضية، ولم تتمكن شبكة إن بي سي نيوز من التحقق بشكل مستقل من مزاعم إسرائيل حول خسائر حماس.
وقالت الشبكة الأميركية أن مسوؤلاً في حماس في قطر قال لوكالة رويترز مؤخراً إن حركته فقدت ستة آلاف مقاتل، وهو نصف التقديرات الإسرائيلية.
ويقول بعض المحللين الأمنيين إن حماس غير قادرة الآن على الوصول إلى العديد من أنفاقها وأن إسرائيل ستقوم بتفجير المتاهة تحت الأرض بمجرد انتهاء العملية العسكرية الحالية.
وتقول الشبكة الأميركية في تحليل مطول: "مهما كانت النتائج العسكرية للحملة، فقد تلقت إسرائيل ضربة لصورتها الدولية بسبب الخسائر الفادحة بين المدنيين في غزة".
- القضاء على حماس ليس واقعيًا-
بدوره، يرى آفي ميلاميد، مسؤول المخابرات الإسرائيلية السابق والمفاوض، إن القضاء على حماس بالكامل "ليس هدفا واقعيا" وأن "حماس لن تختفي".
لكنه قال إن الهدف الرئيسي هو تفكيك نفوذ حماس وقوتها العسكرية، بحيث لا تستطيع بعد الآن العمل كجيش صغير.
وقال ميلاميد إنه بمجرد تقدم الجيش الإسرائيلي إلى رفح في الجنوب، "سننتهي من مرحلة سحق العمود الفقري الرئيسي للقدرات العسكرية لحماس"، وستكون الخطوة التالية هي حرب أقل كثافة لاكتساح العناصر المتبقية من حماس. .
وقال دانييل بايمان، وهو زميل بارز في مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية: "إذا سحبت إسرائيل قواتها ودخلت حكومة أخرى، فلن تتمكن تلك الحكومة من البقاء في مواجهة معارضة حماس دون مساعدة خارجية كبيرة".
وفي هذا السيناريو، مع عدم وجود قوة أمنية محلية يمكن الاعتماد عليها، يمكن أن تنجر إسرائيل إلى احتلال محفوف بالمخاطر دون مخرج واضح، كما قال كولين كلارك، زميل أبحاث كبير في مجموعة سوفان، وهي منظمة غير ربحية تركز على قضايا الأمن العالمي.
وأضاف: «حماس لن تتوقف عن القتال، كما أنها لا تستطيع الذهاب إلى أي مكان. وقال كلارك: "إنهم لن يغادروا". "إذا لم يغادر الإسرائيليون، ولم تنسحب حماس، فما هي نهاية اللعبة هناك؟"
-التجربة اللبنانية-
ويقول كلارك ومحللون آخرون إن الوضع في غزة يمكن أن يشبه في نهاية المطاف تجربة إسرائيل المضطربة في جنوب لبنان في الثمانينيات والتسعينيات.
وفي عام 1982، تحركت إسرائيل إلى جنوب لبنان لمهاجمة منظمة التحرير الفلسطينية، لكنها بقيت هناك لما يقرب من عقدين من الزمن، بعد أن فشلت في القضاء على المسلحين اللبنانيين والفلسطينيين.
وقال كلارك: “لقد انسحبوا منه (لبنان) عام 2000 من جانب واحد، ولم يحلوا المشكلة أبداً.
وقالت راندا سليم، زميلة بارزة في معهد الشرق الأوسط للأبحاث: “في الواقع، لقد تركوا حزب الله أقوى من أي وقت مضى”.
وقالت سليم إن الوجود العسكري الإسرائيلي طويل الأمد في جنوب لبنان مكّن ميليشيا حزب الله المدعومة من إيران من جذب آلاف المتطوعين، ويمكن أن يكون للهجوم الإسرائيلي على غزة تأثير مماثل.
"ووفقا لروبوت بيب خبير الاستراتيجية العسكريةً ومكافحة الارهاب في جامعة شيكاغو فإن اعتماد إسرائيل على القصف الجوي المكثف في غزة يمكن أن يؤدي أيضاً إلى نتائج عكسية، لأنه يخاطر بتأجيج المقاومة لسنوات قادمة".
وأضاف: "إن العمليات العسكرية الإسرائيلية تنتج إرهابيين أكثر مما تقتلهم"، على حد قوله.