قال، تيبور ناجي، مساعد وزير الخارجية الأمريكي لشؤون أفريقيا اليوم الجمعة، إن هناك حاجة لوساطة خارجية لنزع فتيل الأزمة في السودان بسبب انعدام الثقة بين المجلس العسكري الحاكم والمعارضة بصورة لا يمكن معها إجراء محادثات مباشرة بين الطرفين بعد فض اعتصام في العاصمة الخرطوم تسبب في سقوط قتلى.
وأضاف ناجي أنه التقى ببعض ضحايا فض الاعتصام الذي وقع في الثالث من يونيو/ حزيران خلال زيارته للخرطوم هذا الأسبوع ووصف رواياتهم عن الواقعة بأنها "مروعة"، وفق وكالة "رويترز".
وقال ناجي في إفادة عبر الهاتف من أديس أبابا إن المبعوث الجديد الذي عينته واشنطن للسودان، وهو الدبلوماسي المخضرم دونالد بوث، سيركز على دعم جهود الوساطة التي يقودها الاتحاد الأفريقي ومنظمة إيجاد.
وأضاف ناجي "لماذا نحتاج للوساطة بدلا من مفاوضات مباشرة بين الطرفين؟ لأن هناك انعداما كاملا للثقة بينهما".
وأثناء زيارته للخرطوم التقى ناجي بجماعات من المعارضة ومن المجتمع المدني إضافة لرئيس المجلس العسكري الانتقالي الفريق أول ركن عبد الفتاح البرهان.
وصف ناجي المحادثات مع البرهان بأنها "كانت صريحة ومباشرة قدر الإمكان… كانت تبادلا للآراء وبالطبع لم نتفق على بعض النقاط الرئيسية".
وأضاف "من وجهة نظرنا قلنا إن الأحداث التي وقعت في الثالث من يونيو شكلت تغيرا 180 درجة في مسار الأحداث بعد أن تضمنت أعمال قتل واغتصاب ونهب على يد أفراد قوات الأمن".
وتابع قائلا إن واشنطن تعتقد أنه يتعين إجراء تحقيق في فض الاعتصام يتسم "بالاستقلالية والمصداقية".
وقال "تحدثنا مع بعض الضحايا بينهم أمريكي أصيب برصاصة وتلك الروايات كانت مروعة ومقنعة جدا".
يذكر أن المتحدث باسم المجلس العسكري في السودان شمس الدين كباشي، قال في مؤتمر صحفي أمس الخميس أن "المجلس العسكري هو من اتّخذ قرار فض الاعتصام (…) ووضعت الخطة لذلك، ولكن بعض الأخطاء والانحرافات حدثت". وتابع بأنه تم التخطيط لـ"أكثر من انقلاب" أحبطت جميعا، وهناك "ضباط من مجموعتين مختلفتين الآن قيد الإيقاف".
كانت المحادثات بين المجلس العسكري والمعارضة، في السودان، وصلت إلى طريق مسدود، في ظل خلافات عميقة بشأن من ينبغي أن يقود المرحلة الانتقالية نحو الديمقراطية، ومدتها 3 سنوات.
واقتحمت قوات الأمن السودانية ساحة الاعتصام في وسط الخرطوم، في ساعة مبكرة يوم 3 حزيران/يونيو الجاري، وقامت بفضه بالقوة. وبحسب لجنة أطباء السودان المركزية المرتبطة بالمعارضة، ارتفع عدد الأشخاص الذين قتلوا منذ الاقتحام إلى 118 شخصاً.