النجاح الإخباري - أعرب وزير الخارجية العراقي، محمد علي الحكيم، عن تأييد العراق إجراء اتحاد جمركي عربي موحد، معربا في الوقت نفسه عن أسفه لغياب سوريا وليبيا عن القمة التنموية والاقتصادية العربية التي ستنطلق الأحد في بيروت بمشاركة عراقية.
وقال الحكيم، في لقاء مع صحيفة "الصباح" إن "المشاركة العراقية كبيرة وفاعلة في قمة بيروت الاقتصادية"، مبديا تأييد العراق لإقامة الاتحاد الجمركي العربي الموحد وإعفاء رجال الأعمال من التأشيرات وإنشاء السكك الحديدية بين الدول العربية وتحفيز التجارة البينية والبحرية والربط الكهربائي لأنها تصب في مصلحة الجميع.
وعبر الحكيم عن أسفه لغياب سوريا وليبيا عن القمة، مبينا أن "سوريا عُلقت مشاركتها بقرار عربي ونعمل حاليا على إعادتها إلى مقعدها بقرار عربي إذ تجرى اتصالات ثنائية وثلاثية ورباعية في هذا الاتجاه".
وكانت الجامعة العربية أوقفت عضوية سوريا، في نوفمبر/ تشرين الثاني العام 2011، نتيجة لضغوط عدة مارستها دول عربية، ولا سيما الدول الخليجية، على خلفية الموقف من الصراع الدائر في هذا البلد، بعدما حملت حكومة الرئيس بشار الأسد المسؤولية عن مقتل مدنيين.
فمنذ بدء الصراع في سوريا، أغلقت دول عربية عدة سفاراتها في دمشق، أو خفضت علاقاتها مع الحكومة السورية، ولكن دعوات عدة برزت في الأشهر الأخيرة لاستئناف العلاقات واستعادة سوريا بالتالي عضويتها في جامعة الدول العربية.
وأجرى الرئيس السوداني عمر البشير، زيارة قصيرة ومفاجئة إلى دمشق لم يعلن عنها إلا بعد انتهائها، قبل أسابيع، حيث عقد خلالها مباحثات مع الرئيس السوري بشار الأسد. وتعتبر أول زيارة لرئيس عربي إلى سوريا منذ اندلاع الأزمة السورية، قبل نحو 8 سنوات.
وأفادت أنباء خلال الأيام الماضية، بأن الرئيس التونسي الباجي قايد السبسي، يجري مشاورات خلال القمة الاقتصادية في لبنان بشأن دعوة الرئيس السوري بشار الأسد إلى القمة العربية المقرر عقدها في تونس، مارس/آذار المقبل.
وتزامن ذلك مع إعادة الإمارات فتح سفارتها في دمشق، وإعلان البحرين استمرار عمل سفارتها في سوريا، أواخر الشهر الماضي.
لكن مساعد الأمين العام لجامعة الدول العربية، حسام زكي، أعلن أنه لم يطرأ تغيير على موقف الجامعة من عودة سوريا إلى المنظمة، مشيرا إلى أن الزيارة الأخيرة للرئيس السوداني لدمشق لم تجر بالتنسيق مع الجامعة.
وزير الخارجية اللبناني، جبران باسيل خلال مباحثاته مع وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف في موسكو، 17 نوفمبر 2017
أما عن غياب ليبيا، فأوضح وزير الخارجية العراقي، أن الأمر متعلق بالعلاقات الثنائية بين ليبيا ولبنان وليس موقفا عربيا، لافتا إلى أن "غياب ليبيا لن يؤثر في نهاية المطاف على قرارات القمة الاقتصادية".
جاء ذلك بعد انتشار مقطع فيديو "مسيء" على مواقع التواصل الاجتماعي، وثّق عملية تمزيق العلم الليبي وإنزاله من طرف بعض مناصري حركة أمل، لاستبداله برايتهم ونعت الليبيين بـ"الخنازير"، وكذلك تداول صور لآخرين أقدموا على دوس العلم الليبي بالأقدام، وذلك تعبيرا عن رفضهم لدعوة ليبيا لحضور القمّة، في حركة استفزت الليبيين.
ونقلت قناة "ليبيا الأحرار" عن وزير الخارجية في حكومة الوفاق الليبيّة محمد سيالة "عدم مشاركة ليبيا في القمة الاقتصادية العربية المزمع عقدها في بيروت".
بعث وزير الخارجية والمغتربين في حكومة تصريف الأعمال اللبنانية، جبران باسيل، رسالة إلى نظيره الليبي، في حكومة الوفاق الليبية محمد سيالة، تتعلق بأزمة "إهانة العلم الليبي".
وعبر الوزير اللبناني خلال الرسالة عن أسفه لعدم مشاركة ليبيا في أعمال القمة العربية التنموية المنوي عقدها في بيروت، كما عبر عن رفضه المطلق "للأمور والأعمال التي طالت دولة ليبيا ومشاركتها والتي لا تعبر عن موقفه وموقف لبنان"، وفقا لوكالة الأنباء الوطنية.
لبنان يعتبر غياب سوريا عن قمة بيروت "بالفجوة" في عملها
وبشأن قضية ضحايا الارهاب التي ستناقشها قمة بيروت، قال الحكيم إن "الإرهاب قضية عامة تعاني منها غالبية الدول العربية وقد شددت القمة على ضرورة تبادل المعلومات الاستخباراتية وتشارك المعلومات بشأن تحركات الإرهابيين".
وأشارت الصحيفة إلى أنها حصلت من مصادرها الخاصة على نص إعلان بيروت الذي سيقره المشاركون في القمة، والذي سيتضمن تحذير القادة العرب من أزمة اللاجئين والنازحين في الدول العربية وما يترتب عليها من أعباء اقتصادية واجتماعية، ودعوتهم إلى جذب المزيد من الاستثمارات العربية والدولية في الدول المستضيفة، فضلا عن تأكيدهم ضرورة دعم صمود الشعب الفلسطيني في مواجهة الاعتداءات الإسرائيلية المتزايدة.