النجاح الإخباري - نقلت وكالة الأنباء الفرنسية عن المرصد السوري تأكيده تسلم النظام رسميا مقاليد الإدارة الكاملة لمعبر نصيب الحدودي الرئيسي مع الأردن منهيا سيطرة المعارضة عليه والتي استمرت منذ العام 2015 .
وقال مسؤولون اليوم الجمعة إن الجيش الأردني أرسل تعزيزات إلى الحدود الشمالية مع سوريا فيما قال الإعلام الحربي لجماعة حزب الله اللبنانية إن جيش النظام بسط سيطرته على معبر نصيب الحدودي مع الأردن بعد أن توصلت روسيا إلى اتفاق مع مقاتلي المعارضة في المنطقة.
وقالت مصادر دبلوماسية إن الجيش السوري، الذي نشر مزيدا من الآليات المدرعة في المنطقة، بدأ اتباع خطط لمواجهة كل الاحتمالات.
ويعد فتح المعبر هدف رئيسي لحملة النظام السوري التي ترمي لاستعادة السيطرة على الركن الجنوبي الغربي من سوريا بأكمله من مقاتلي المعارضة. ويعد معبر نصيب ممرا تجاريا حيويا بين سوريا والأردن .
لكن مسؤولين في الأردن قالوا إن المملكة ترغب أولا في التأكد من أن يلعب الحلفاء الروس لرئيس النظام بشار الأسد دورا رئيسيا في إعادة الاستقرار إلى جنوب سوريا خشية أن يؤثر أي اضطراب هناك على أمنها.
وأكد وزير خارجية الأردن أيمن الصفدي على أن عودة آلاف النازحين في جنوب سوريا تعد " أولوية قصوى للمملكة وناقشنا الضمانات لتأمين ذلك مع الأطراف المعنية" .
ولعب الأردن دورا رائدا في إقناع المعارضة السورية بالموافقة على شروط للاستسلام تضمنت تمركز الشرطة العسكرية الروسية في الجنوب. ويأمل مقاتلو المعارضة أن يضمن الروس أمن المدنيين من عقاب الحكومة.
وقال مسؤول إن الأردن يؤيد وجود الشرطة العسكرية الروسية على أجزاء من الحدود للمساعدة في إبعاد مقاتلين مدعومين من إيران وموالين لقوات الأسد وتعتبرهم عمان مصدر تهديد.
وقال شاهدان إن مئات من الجنود في قافلة عسكرية كبيرة ترفع العلمين الروسي والسوري اقتربوا من معبر نصيب الحدودي مع الأردن.
وشرعت قوات النظام بعملية عسكرية عند الحدود السورية الأردنية، وتقدمت باتجاه قرية المتاعية ومنها إلى معبر نصيب الحدودي، فيما تمكنت خلال الأيام الماضية من السيطرة على 9 نقاط من المخافر الحدودية مع الأردن، ضمن الحدود الإدارية لمدينة درعا، بالإضافة إلى قرى: صماد، وسمج، وأرض الأطرش، وطيسيا، وخربة قولوة، وأبو قطونة، والمشافي، وأبو راس، والسماقيات، والعمان، وندى، ومقتلة. حسب وسائل إعلام مقربة من النظام.
وفي تطور لاحق نقلت وكالة رويترز عن شهود عيان قولهم إنهم رأوا مدرعات ودبابة ترفع العلم الروسي متجهة صوب المعبر اليوم الجمعة.وذكروا أنهم رصدوا قافلة على طريق عسكري يؤدي إلى المعبر الذي تسيطر عليه المعارضة.
وكانت رويترز نقلت عن قيادي مؤيد للنظام قوله، إن "قوات الحكومة السورية تقترب من معبر نصيب عند الحدود الأردنية بعد سيطرتها على مجموعة من القرى، وستحكم السيطرة عليه قريبا".
في سياق متصل، تجتمع الفصائل السورية المعارضة في جنوب البلاد مع مفاوضين روس الجمعة غداة قصف كثيف على مواقعها ما دفعها إلى الموافقة على استئناف المحادثات.
وتجري موسكو مفاوضات مع هذه الفصائل المسلحة لضمان استسلامها في جنوب سوريا، المنطقة التي تعتبر استراتيجية نظرا لمحاذاتها لكل من الأردن ومرتفعات الجولان التي تحتلها إسرائيل.
وتعثرت جولة التفاوض الأخيرة الأربعاء، واتهمت الفصائل روسيا بالتعنت، حيث أدى ذلك إلى بدء الطائرات السورية والروسية غارات جوية عنيفة استخدمت فيها البراميل المتفجرة والصواريخ ما دفع بالمسلحين إلى العودة لطاولة المحادثات.
وصرح حسين أبازيد المتحدث باسم القيادة المشتركة لفصائل الجنوب السوري، لوكالة فرانس برس "توجه الوفد إلى الاجتماع الآن"، متهما موسكو باتباع "سياسة الأرض المحروقة" لإجبار المسلحين على التفاوض.
وتشن قوات النظام بدعم روسي منذ 19 حزيران/ يونيو عملية عسكرية واسعة النطاق في محافظة درعا، مكنتها من توسيع نطاق سيطرتها على المحافظة الحدودية مع الأردن.
وبدأت موسكو بإجراء مفاوضات باستخدام استراتيجية العصا والجزرة سمحت لقوات النظام المدعوم من روسيا باستعادة مناطق شاسعة في الأشهر الأخيرة.
وبموجب اتفاقات "المصالحة" يسلم المسلحون أسلحتهم الثقيلة، وتتولى الشرطة المحلية المسؤولية عن المنطقة، وتستأنف المؤسسات الحكومية عملها في تلك المناطق. وبموجب هذه الاتفاقات عادت 30 بلدة إلى سيطرة النظام مما مكنه من توسيع نطاق سيطرته إلى نحو ثلثي مساحة المحافظة الحدودية مع الأردن.
اخفاق مجلس الأمن
والخميس عقد مجلس الأمن الدولي اجتماعا عاجلا مغلقا لمناقشة الوضع في جنوب سوريا، إلا أن روسيا منعت المجلس من إصدار بيان. وقال دبلوماسي رفض الكشف عن هويته أنه جرت مساع غير مجدية لإقناع موسكو بقبول بيان يستند إلى المساعدات الإنسانية.
وقتل أكثر من 150 مدنيا في عمليات القصف، بحسب المرصد السوري لحقوق الإنسان. وتسببت العمليات القتالية في درعا في نزوح أكثر من 320 ألف شخص بحسب ما أعلنت الأمم المتحدة الخميس، توجه عدد كبير منهم إلى الحدود مع الأردن أو إلى مخيمات موقتة في محافظة القنيطرة قرب هضبة الجولان التي تحتلها إسرائيل.
ففي درجات حرارة تتجاوز 42 درجة مئوية، يفترش معظم النازحين الأراضي والسهول، وغالبيتهم من الأطفال والشيوخ، في ظل استمرار رفض السلطات الأردنية السماح لهم بالدخول لأراضيها.
وبات الحصول على خيمة تقي من أشعة الشمس الحارقة حلما لكثير من النازحين، وسط شح في المساعدات الإنسانية التي لم يدخل منها سوى القليل عبر الحدود الأردنية، وقد توقفت منذ أمس.
وتوفي خلال الأيام الماضية 15 نازحا على الأقل بسبب الطقس ونقص المياه النظيفة ولدغ العقارب، وأسباب أخرى تتعلق بصعوبة الوضع في المخيمات.
وفي آخر حصيلة لعمليات القصف على درعا، قتل أربعة أطفال وسيدتان، فيما أصيب عدد آخر خلال قصف عشوائي في أحياء درعا البلد ومدينة طفس وبلدات نصيب واليادودة والنعيمة وأم المياذن والشيخ سعد والشريط الحدودي مع الأردن، حيث توجد مخيمات النازحين.
وتشن الطائرات الروسية وطائرات النظام الحربية جرت معارك عنيفة بين قوات المعارضة، وقوات الأسد والمليشيات المتحالفة معها على جبهات "القاعدة الجوية" غربي مدينة درعا.
وسيطرت قوات الأسد على بلدة صيدا ومحيطها بريف درعا الغربي وعلى قاعدة الكوبرا الجوية، فيما تمكنت من السيطرة أيضا على عدد من المخافر الحدودية بريف درعا الشرقي، بعدما تقدمت من جهة محافظة السويداء.
ووثق مكتب توثيق الشهداء مقتل 28 شخصا جراء الاشتباكات والقصف على محافظة درعا الخميس، من بينهم 14 من قوات المعارضة والباقين من المدنيين.
من جهة أخرى يعيش مئات الآلاف من الناحين من درعا جنوبي سوريا ظروفا صعبة للغاية على الحدود مع الأردن والشريط الحدودي مع الجولان المحتل، وسط خوف مطبق من تقدم قوات النظام السوري باتجاههم.
وفي 20 حزيران/ يونيو الماضي، أطلق النظام السوري بالتعاون مع حلفائه والمليشيات الشيعية الموالية له، هجمات جوية وبرية مكثفة على محافظة درعا.
وتدخل مناطق جنوب غربي سوريا، وبينها درعا والقنيطرة والسويداء ضمن منطقة "خفض التصعيد"، التي تم إنشاؤها في يوليو/ تموز 2017، وفق الاتفاق الذي توصلت إليها، آنذاك، روسيا والولايات المتحدة والأردن.