النجاح الإخباري - أقر البرلمان الألماني الخميس، مشروع قرار يعترف بيهودية ما تسمى دولة "إسرائيل"، ويصفها بـ "الدولة الديمقراطية اليهودية"، وذلك بعد أن تبنى مشروع قرار يرى أن إنهاء الصراع الفلسطيني الإسرائيلي يكمن في حل الدولتين، ويعتبر أمن وسيادة "إسرائيل" أساسياً في السياسة الخارجية الألمانية.
وبمناسبة مرور سبعين عاما على تأسيس دولة إسرائيل على أنقاض الأراضي الفلسطينية عام 1948، ( نكبة الفلسطينيين) تقدمت بالمشروع ثلاث كتل برلمانية، هي الاتحاد المسيحي والديمقراطي بزعامة المستشارة أنغيلا ميركل، والحزب الاشتراكي والليبراليون.
وجاء في الطلب الذي أقره البرلمان بأغلبية كبيرة الخميس، أن "حق إسرائيل في الوجود وأمنها أمر لا يقبل المساومة بالنسبة لنا"، مشدداً على تزايد الجرائم المعادية للسامية في ألمانيا وأنه "لا يمكن القبول بتزايد أعداد هذه الاعتداءات أو أن يشعر اليهود في ألمانيا بالتهديد".
ونصّ المشروع على أن تقوم الحكومة الألمانية مع شركائها في المجتمع الدولي، بالعمل للتوصل لحل الدولتين، باعتباره "حلاً ومخرجاً" للصراع الدائر بالشرق الأوسط، مؤكداً على يهودية الدولة وديمقراطيتها واستقلالها، بالإضافة إلى قيام دولة فلسطينية ديمقراطية قابلة للحياة.
كما بارك القرار ما أسماه بـ "التحول الإيجابي في الموقف السعودي تجاه إسرائيل"، باعتباره عاملاً مهماً في تحقيق الاستقرار والتعايش السلمي في المنطقة، حسب ما أفادت الجزيرة.
بينما تقدمت كتلتا الخضر واليسار البرلمانيتان بمشروع قرار آخر، لا يختلف في مضامينه تجاه سيادة وأمن "إسرائيل"، ويؤكد ضرورة الالتزام بقاعدة حل الدولتين، دون الاقرار بيهودية الدولة، داعياً لأن تكون "إسرائيل" دولة ديمقراطية ذات أغلبية يهودية تكفل الحقوق الكاملة لبقية مواطنيها دون تمييز على أساس ديني أو عرقي، مع الالتزام بعدم رفض حق الفلسطينيين في تقرير مصيرهم، مؤكداً على ضرورة تحديد حالة اللاجئين الفلسطينيين بالخارج، وفق المقترحات العديدة التي سبق أن طرحت في هذا الشأن، الذين عدّهم المشروع بمئات الآلاف.
كما اعتبر مشروع القرار سياسة الاستيطان التي تنتهجها "إسرائيل"، عائقاً أمام تحقيق السلام، وأشار إلى تعرض الفلسطينيين ممن يعيشون داخل "إسرائيل" للعنصرية بشكل مستمر، داعياً حكومة تل أبيب إلى مراجعة سياساتها تجاه ذلك.
حيث سبق اعتماد القرار سجال برلماني واسع، فقد اعتبرت رئيسة الكتلة البرلمانية لحزب الخضر، كاترين جورينج ايكارد، رفض حزب البديل معاداة السامية فاقداً للمصداقية و وصفت رئيس الكتلة البرلمانية لحزب البديل، ألكسندار جاولاند، بأنه "ذئب في ثوب حمل.
واتهم نائب رئيس الكتلة البرلمانية للحزب الديمقراطي الحر، ألكسندر جراف لامبسدورف، أتباع حزب اليسار بأنهم يدعمون حركة BDS المقاطعة لإسرائيل، حسب وكالة الأنباء الألمانية.
كما اتهمت النائبة البرلمانية بياتريكس فون شتورش، العضو بحزب البديل، الحكومة الألمانية بأنها تشجع "كراهية اليهود ومعاداة إسرائيل" في الشرق الأوسط من خلال تمويل وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا.)