النجاح الإخباري - أبلغ وزير الخارجية والمغتربين اللبناني جبران باسيل، دايفيد ساترفيلد مساعد وزير الخارجية الأمريكي، تمسك بيروت بحقها في بلوك 9 النفطي، بالبحر المتوسط، والذي تدعي "إسرائيل" أنه لها، بحسب مصدر دبلوماسي مطلع.

جاء ذلك خلال لقاء باسيل بساترفيلد، في بيروت الأربعاء، بحضور السفيرة الأمريكية لدى لبنان إليزابيث ريتشارد، حيث بحثا الأوضاع والتطورات في لبنان والمنطقة على ضوء التصعيد الإسرائيلي، وفق المصدر اللبناني الذي تحدث لـ"الأناضول"، رافضا نشر اسمه.

ويتصاعد توتر بين لبنان و"إسرائيل"، جراء ادعاء الأخيرة سيادتها على بلوك 9 في البحر المتوسط، فيما يؤكد لبنان أن البلوك ملك له.

كما تبني "إسرائيل"، منذ مطلع شباط/ فبراير الجاري، جدارا على الحدود مع لبنان، وتزعم أنه خلف "الخط الأزرق" (الفاصل بين الدولتين)، فيما تؤكد بيروت أنه يمر على أرض لبنانية تقع في الجانب الإسرائيلي من الخط، الذي رسمته الأمم المتحدة، بعد انسحاب تل أبيب من جنوبي لبنان، عام 2000.

وواصل المسؤول الأمريكي وساطته بين لبنان و"إسرائيل" في محاولة لإيجاد تسوية حول المناطق الحدودية المتنازع عليها بين البلدين.

وزار ساترفيلد، "إسرائيل" في نهاية الأسبوع الماضي، بعدما كان قد التقى المسؤولين اللبنانيين سابقا، في محاولة لتقريب وجهات النظر وعدم اتجاه الأمور بين البلدين إلى حرب جديدة.

وعاد ساترفيلد إلى بيروت اليوم، والتقى باسيل الذي جدد خلال اللقاء، تمسّك بلاده "بحقّها في البلوك النفطي رقم 9 وخطّ الحدود البري الذي يعطي لبنان حقه في أرضه، والتنقيب عن الثروة النفطية"، بحسب المصدر ذاته.

وأضاف المصدر: "تطرق باسيل إلى الأمور التي قد تفعلها إسرائيل وتضرّ لبنان وتمنعه من الاستفادة من ثروته النفطية، حيث يعتبر لبنان أن ما تطالب به إسرائيل هو حق مكتسب له خصوصا المنطقة المتنازع عليها، فالأهم الآن هو حلّ المواضيع والملفات القابلة للبحث، والتي لن يقدم تنازلات فيها".

وشدّد المصدر على أن "الملفات الخلافية لن تجد طريقها نحو الحل قريبا، لأن كل من لبنان وإسرائيل متمسكان بمواقفهما، لكنّ ساترفيلد يلاحظ أنه لا رغبة للدولتين في القيام بحرب لأنها ستكون مكلفة ومدمّرة".

وأكد المصدر أن "وساطة ساترفيلد تواجه صعوبات كثيرة خصوصا أن إسرائيل تريد أن تقاسم لبنان على البلوك رقم 9 فيما لبنان يعتبر أن ملكيته عائدة له بالكامل".

وزار ساترفيلد (لم يعرف متى يغادر)، الأربعاء، قائد الجيش اللبناني العماد جوزيف عون، وبحثا التطورات المتعلقة بالحدود الجنوبية، وأبلغه عون "موقف الجيش المتمسك بسيادة لبنان الكاملة على أراضيه ومياهه الإقليمية والاقتصادية".

ووقعت حكومة لبنان هذا الشهر أول اتفاقات لها مع كونسورتيوم يضم "توتال" الفرنسية و"إيني" الإيطالية و"نوفاتك" الروسية للتنقيب وإنتاج النفط والغاز في منطقتين إحداهما منطقة (بلوك 9) التي تقول "إسرائيل" إنها تضم مياها تابعة لها.

وقال مصدر كبير في الحكومة اللبنانية إن جعبة ساترفيلد خلت من أي خطط جديدة وإن المحادثات لا تزال تدور حول خط هوف.

وقال مصدر في وزارة الخارجية إنه ناقش مسألة المنطقة محل النزاع وكيفية حفاظ لبنان على حقوقه وعدم تأثر عمليات الاستكشاف والتنقيب.

وقالت السفارة الأمريكية في لبنان إن ساترفيلد "يواصل الحوار" بشأن قضايا إقليمية ومساعدة لبنان على تنمية موارده بالاتفاق مع جيرانه.