النجاح الإخباري - أكدت شركة "آسمان" الإيرانية للطيران مقتل جميع ركاب طائرة تابعة لها سقطت في منطقة سميروم جنوبي أصفهان، بعد اختفائها عن شاشات الرادار أثناء توجهها من طهران إلى ياسوج.
والطائرة من طراز "أي تي آر" وكان على متنها 60 مسافراً وستة من أفراد الطاقم بينهم اثنان من أمن الطائرة تابعان للحرس الثوري.
وأشار قسم العلاقات العامة في "آسمان" أن الطائرة التي انطلقت من العاصمة طهران نحو ياسوج الواقعة في محافظة كهغليوية وبوير أحمدي جنوب غربي البلاد اختفت عن الرادارات بعد خمسين دقيقة من إقلاعها صباحاً.
وأفادت بأن الأوضاع الجوية السيئة تسببت بارتطامها بجبال دنا، ما أدى إلى تحطمها.
وأفاد مركز الطوارئ والإنقاذ أن مروحيات حاولت التوجه للمنطقة التي تحطمت فيها الطائرة، للبحث عن الحطام وعن الضحايا، لكنها لم تستطع الوصول إلى هناك بسبب الرياح والضباب، لافتة إلى أن سيارات الإسعاف تواجه صعوبة كذلك في الوصول لمكان الحادثة كونها منطقة جبلية ذات تضاريس صعبة.
وتابع المركز أن سيارات ومركبات تابعة للهلال الأحمر تستمر في محاولاتها الوصول للمكان، كما أن سكانا محليين بدأوا بالصعود نحو الجبال، لتقديم المساعدة، بحسب ما ذكرت مواقع إيرانية.
وطالب الهلال الأحمر الإيراني بدوره سكان المنطقة القريبة من مكان تحطم الطائرة بعدم التوجه نحو الجبال والبحث عن الحطام وجثث القتلى إلا بالتنسيق مع المعنيين، خشية وقوع حوادث أخرى في ظل استمرار الأوضاع الجوية السيئة التي تعرقل وصول فرق الإنقاذ أيضا.
وتأتي تعليمات الهلال الأحمر بعد أن ذكرت مصادر أن السكان لاحظوا تصاعد الدخان من إحدى النقاط في منطقة جبل دنا الذي اصطدمت به الطائرة، ضمن تقارير أولية عن الحادث.
وعلى الصعيد الرسمي، نشر المرشد الإيراني الأعلى علي خامنئي بياناّ عزى فيه ذوي ضحايا الطائرة المنكوبة، مطالبا المسؤولين والمعنيين بمتابعة الملف وحيثياته للعثور على حطام الطائرة وتقديم توضيحات حول أسباب تحطمها. وهو ما أكد عليه الرئيس الإيراني حسن روحاني في بيان ثان قدم خلاله تعازيه للإيرانيين.
وتستخدم الطائرات من طراز "أي تي آر 72" ذات المحركين في رحلات داخلية لمسافات قصيرة، حيث بدأ صنعها في الثمانينيات على يد شركة إيطالية فرنسية.
وتبلغ سنوات خدمة الطائرة التي تحطمت في أصفهان 25 عاماً. ويشار إلى أن رحلتين تقطعهما طائرات الشركة يوميًا بين طهران وياسوج.
وذكرت وكالة "إيسنا" للأنباء أن الطائرة المنكوبة من الأسطول القديم، وليست من الطائرات الجديدة التي اشترتها إيران أخيراً من الشركة ذاتها.
وبحسب وكالة "مهر" الإيرانية، فإن الطائرة التي تعرضت لحادث اليوم واجهت مشكلة قبل 20 يوما تقريبا إذ عادت أدراجها بعد إقلاعها من العاصمة طهران بسبب عطل فني.
وأوضحت أن الطائرة أعيدت للخدمة ضمن أسطول الشركة بعد إصلاح العطل.
يشار إلى أن عددا من الطائرات المدنية الإيرانية تآكلت بسبب العقوبات التي فرضت على البلاد في وقت سابق، ومنعت إيران من الحصول على طائرات جديدة أو قطع غيار.
لكن رغم رفع العقوبات بموجب الاتفاق النووي قبل أكثر من عامين، لم تتمكن إيران حتى الآن من الحصول على كل الطائرات التي اشترتها من شركات عدة حتى اللحظة، ولم تجدد أسطولها المدني بالكامل.