القدس - النجاح الإخباري - شهد شهر تشرين الأول الماضي وفي سابقة قضائية، وللمرة الأولى منذ احتلال المسجد الأقصى، السماح لسوائب المقتحمين للمسجد الاقصى بالقيام “بصلوات صامتة”، حيث قضت ما تسمى محكمة الصلح الإسرائيلية في القدس، بحق اليهود في أداء صلاة “صامتة” داخل الأقصى معتبرة ان الصلاة الصامتة “لا يمكن تفسيرها على أنها عمل إجرامي” وهذه فعليا تحدث بشكل يوميّ داخل الأقصى منذ أشهر.
وقالت وزارة الاوقاف في تقريرها الشهري، نشرته اليوم الاثنين، إن خطورة السماح لليهود بـ”الصلاة الصامتة” في باحات الأقصى تكمن في شرعنة صلاة اليهود بقرار محمي قانونيا، وهي خطوة متقدمة لفرض هيمنتها على المسجد الاقصى، تنفيذًا للتقسيم الزماني والمكاني في باحاته، وأن القرار عدواني تجاه الأقصى ولكافة المسلمين في العالم.ش
ورصد التقرير، تدنيس المسجد الاقصى 22 مرة خلال تشرين الأول الماضي، وعشرات الدعوات المتطرفة مما تسمى جماعات الهيكل لتنفيذ القرار، والاقتحام بأعداد كبيرة، ودعت “مدرسة جبل المعبد الدينية” لتكثيف الاقتحامات، وعدلت على برامجها ليتضمن الصلوات والطقوس بدلاً من الاقتحام المجرد، وأصبح برنامج الاقتحامات اليومي: صلاة الصباح، دراسة معمقة لأحكام “جبل المعبد”، وصلاة “منحة” التوراتية.
وقالت الاوقاف إن الاحتلال ماض في سياساته العدائية تجاه اهل القدس سواء الاحياء او الأموات، وصعد من حربه على المقبرة اليوسفية من تجريف ونبش للقبور واحاطتها بسياج وكاميرات وطمر ارضيتها بالتراب، واعتقال كل من يقف بطريق آلياتهم، ورصدت أكثر من خمسة اعتداءات على المقبرة خلال العام، فيما وثقت أكثر من عملية اعتقال وابعاد عن المسجد الاقصى، ومنها ابعاد خطيب المسجد الاقصى الشيخ عكرمة صبري لمدة اسبوع قابلة للتجديد.
وافرجت عن رئيس لجنة رعاية المقابر الإسلامية في القدس مصطفى أبو زهرة، بعد استجوابه لعدة ساعات شرط الإبعاد عن “المقبرة اليوسفية” لمدة 10 أيام.
وفي محاولة خطيرة لإغلاق فضاء المسجد الأقصى المبارك، ومحاكاة قبابه الإسلامية، شرعت سلطات الاحتلال الإسرائيلي بإعادة ترميم كنيس يهودي يقع غربي المسجد على بعد 250 مترًا، بعد عقود من إقامته على أرض إسلامية في “حارة الشرف” بالقدس القديمة. وهذه الكنس اليهودية تعتبر أداة من أدوات الاستيطان الديني، والتي تعمل سلطات الاحتلال على بنائها في محيط الأقصى لأجل محاصرته، وصولًا لتغيير واقعه التاريخي وفق مخططات الاحتلال، كخطوة تسبق محاولات تهويده من الداخل وإقامة “الهيكل” المزعوم.
وحذر وكيل وزارة الاوقاف حسام ابو الرب من خطورة شرعنة الصلوات الصامتة معتبرا اياها خطوة متقدمة في الاعتداء على المسجد الاقصى، وعدوانا صارخا، وخطوةً على طريق تقسيمه زمانيا ومكانيا، مبينا ان الاحتلال كما يستهدف المسجد الاقصى والاحياء يستهدف ايضا الاموات في ايغال تعديه وتجريف للمقبرة اليوسفية، وهذا يتطلب وقفة جادة تجاه القدس واهلها ولجم سياسة المحتل الغاصب.
وفي المسجد الابراهيمي منع الاحتلال رفع الأذان خلال الشهر 52 وقتا، فيما اغلقه ليوم بحجج الاعياد، وواصل تجريفه بساحاته الخارجية، ولا يزال يمنع لجان الاعمار والصيانة من القيام بعملهم داخل المسجد لأكثر من شهرين.
وفي جنين، اخذ الاحتلال قياسات المسجد الغربي في عانين، لأهداف لا تخفى على أحد، ومئات المستوطنين اقتحموا مقاما بالشيخ جراح في القدس وآخر في كفل حارس بسلفيت وأدوا طقوسهم التلمودية.