النجاح الإخباري - أصدرت ما تُرف باسم "شركة تطوير القدس" المشرفة على أعمال تهويد مغارة "القطن" أو ما يطلق عليها الاحتلال مغارة "تصديقهو" الواقعة تحت البلدة القديمة بالقدس بين بابي العامود والساهرة، مناقصتين منفصلتين ضمن عمليات التهويد التي ينفذها الاحتلال بالمدينة.
وأوضحت أسبوعية "يروشاليم" العبرية، أن المناقصة الأولى بمبلغ ١٢ مليون شيكل، تستهدف الإعمار المادي لتجويف المغارة، والثانية بمبلغ خمسة ملايين شيكل لتطوير عروض الصوت والضوء.
وذكرت الأسبوعية أن الإعمار المادي يتناول تحسين البنى التحتية القديمة في الموقع السياحي، وإخفاء خطوط الكهرباء تحت الأرض، وتوفير إمكانية لدخول المعاقين.
وتوفر "شركة تطوير القدس"، التي ستتحمل المسؤولية عن العقود مع المقاولين وتراقب أعمالهم، ميزانية المناقصتين.
يشار إلى أن مساحة المغارة تبلغ حوالي تسعة دونمات، وتقوم أفواج بزيارتها في ساعات النهار، وجهزت المغارة العام الماضي لإجراء حفلات للمستوطنين فيها تستوعب قرابة ٥٠٠ شخص.
ووفقاً لشروط المناقصتين يتوجب استمرار زيارة السياح للمغارة خلال إنجاز الأعمال فيها.
ويسعى الاحتلال الإسرائيلي إلى تنفيذ سلسلة مشاريع تحت عنوان تطوير التراث بهدف إبراز الهوية اليهودية وطمس المعالم العربية والإسلامية في مدينة القدس المحتلة.
واستعملت "مغارة القطن" - ومن أسمائها أيضا: الكتان، صدكياهو، مقالع سليمان، الكهوف الملكية- مقلعا للحجارة في عدة عصور، وتقدر مساحتها بنحو تسعة آلاف متر مربع تمتد أسفل منازل البلدة القديمة من القدس، وساعد قربها من السور على اقتلاع الحجارة التي شيّدت بها المباني الفخمة داخل القدس.
وتبيّن اللافتات الموزعة داخل المغارة -والتي نصبتها بلدية الاحتلال باللغات العربية والإنجليزية والعبرية- أنها ظلت تستعمل كملجأ سري لأبناء الديانات السماوية الثلاث وكثير من الجمعيات حتى منتصف القرن الـ 19.
وافتتحت بلدية الاحتلال بالقدس مغارة القطن أمام السياحة بعد احتلال المدينة عام 1967، وجرى ترميمها عام 1989، كما يقوم المحفل "الماسوني" بإقامة احتفالاته داخل مغارة القطن منذ الثلث الأخير للقرن الـ 19 إيمانا منه بصلتها مع "الهيكل العظيم"-على حد تعبيرهم- وفقا للباحث نور الدين.
وعملت بلدية الاحتلال على إدراج المغارة ضمن لائحة مواقع التراث الثقافي، بالإضافة إلى وضعها ضمن صياغة توراتية بعيدة عن الصياغة التاريخية الموضوعية للمدينة المقدسة والتي تساهم في تهويدها وطمس هويتها.