نهاد الطويل - النجاح الإخباري - بعد عشرة أيام على إغلاق قوات الإحتلال الإسرائيلي المسجد الأقصى، بات الوضع ينذر بتصاعد الأحداث، والخشية من إندلاع إنتفاضة جديدة وسط تحرك دبلوماسي محموم على ثلاثة ساحات.
وفي خلفية مواصلة الشارع المقدسي لحراكه، تبرز خطوة الرئيس محمود عباس بوقف التنسيق مع الاحتلال ،تحركات في أروقة جامعة الدول العربية وتحت قبّة مجلس الأمن الدولي، وهو ما يمكن أن يُشكّل أدوات ضغط إضافية على الاحتلال الباحث عن مخرج من المأزق الذي وضعت نفسها فيه.
ويؤكّد الكاتب والمحلل السياسي ناجي شراب أنَّ الاحتلال هو الخاسر الوحيد، وأنَّه لن يفوز بمعركة الأقصى تحت أي ظرف.
وشدَّد شراب لـ"النجاح الإخباري"، الإثنين أنَّ إصرار حكومة الاحتلال على مزيد من الإجراءات الاستفزازية يعني بالنسبة له كلفة باهضة على المستويين، السياسي والأمني، كما أنَّها ستبدد الأحلام الإسرائيلة لجهة توسيع نطاق التطبيع مع الدول العربية خاصة في الخليج.
وبدا واضحاً أنَّ المسؤولين الإسرائيليين، لم يكونوا يتوقعون وصول الأمور إلى هذا الحد، من رفض الدخول إلى المسجد الأقصى عبر البوابات الإلكترونية، التي نصبتها قوّات الاحتلال عند مدخلي بابي الأسباط ،إلى جانب رفض صيغ الحل الأخرى، سواء بالعبور تحت جسور حديدية وُضعت عليها كاميرات مراقبة، أو التفتيش اليدوي من خلال الهراوات الإلكترونية.
ورأى الكاتب والمحلل السياسي جهاد حرب أنَّ الوضع الحالي أسوأ بكثير من زمن الانتفاضة في ظل انسداد أفق المفاوضات، ومواصلة الاحتلال لسياساته العدوانية وهي عوامل تنبئ بانفجار وشيك.
وقال حرب في اتصال مع "النجاح الإخباري"، الإثنين: إنَّ الوضع القائم حاليًّا في الأقصى قد يكون هو الشرارة التي تفجر انتفاضة فلسطينية جديدة لن تقف عند حدود الضفة الغربية، إنَّما تتعداها لتطال عمق أراضي الـ (48).
وتوقع حرب أن تزيد حادثة قتل حارس الأمن الإسرائيلي لأردنيين داخل مبنى السفارة الإسرائيلية في عمان الليلة الماضية من حالة الاشتباك والجدل الساخن بين الأردن وحكومة الاحتلال على هذا الصعيد.
ويتفق حرب مع من سبقه لجهة خسارة دولة الاحتلال لمعركة "البوابات الإلكترونية" مستندًا في ذلك على الخلاف الصريح داخل مؤسسات الاحتلال بين جهازي "الشاباك" الذي عارض نصب البوابات على مداخل الأقصى وشرطة الاحتلال في القدس التي تصر عليها.
واشنطن تتحرك
وبحسب الكاتب حرب ،فإنَّ نتنياهو تسلق شجرة عالية جداً، ويرغب في هذه المرحلة في النزول عنها كونه غير قادر على البقاء عاليًا بسبب الهبّة الفلسطينية والانفجار الكبير الذي ينتظره،وهو ما يفسر تحرك البيت الأبيض لوضع سلم النزول عن الشجر للاحتلال مع أقل الأضرار الممكنة.
وقال مسؤول كبير بالإدارة الأميركية: إنَّ الممثل الخاص للرئيس "دونالد ترامب" للمفاوضات الدولية "جيسونجرينبلات"، وصل أمس إلى المنطقة الأحد على أمل المساعدة في الحد من التوترات.
وأضاف المسؤول: أنَّ الرئيس ترامب وإدارته يتابعان عن كثب الأحداث الجارية في المنطقة، والولايات المتحدة تدين تماماً أعمال العنف الإرهابية التي وقعت في الآونة الأخيرة.
في الإطار أكَّد الرئيس محمود عباس أنَّ قرار قطع العلاقات ووقف جميع أنواع التنسيق، سواء الأمني أو غيره، ليس سهلاً على الإطلاق، لكن لن يعود التنسيق الأمني الماضي إلا في حال تراجع الاحتلال الإسرائيلي عن إجراءاته في المسجد الأقصى".
وقد شكل قرار الرئيس أبو مازن وقف الاتصالات مع الاحتلال الإسرائيلي، صدمة لدى مسؤوليه، حيث حاول وزير جيش الاحتلال "أفيغدور ليبرمان" الإيحاء بأنَّ "التنسيق الأمني ليس حاجة إسرائيلية، فهو قبل أن يكون مصلحة لنا، هو مصلحة وحاجة للفلسطينيين".
ويعقد مجلس الأمن الدولي جلسة طارئة مساء اليوم لبحث التصعيد في مدينة القدس، بناء لطلب تقدَّمت به مصر وفرنسا والسويد.
فيما يعقد مجلس جامعة الدول العربية إجتماعاً طارئاً على مستوى وزراء الخارجية الخميس المقبل، بناءً على طلب الأردن، بالتنسيق مع القيادة الفلسطينية لبحث الاعتداءات والإجراءات الإسرائيلية الأخيرة في مدينة القدس، خاصة في المسجد الأقصى وسبل التحرك.
المنتفضون مستمرون ..
وأمس، استمرت المواجهات لليوم العاشر على التوالي، في أكثر من مكان، بين الشبان وقوّات الاحتلال، التي استخدمت الرصاص الحي والمطاطي والقنابل الصوتية والدخانية والمسيلة للدموع، وأطلقها لتفريق المحتجين.
يأتي ذلك في وقت يستعد فيه كنيست الاحتلال اليوم لمناقشة قانون منع الأذان تمهيداً للمصادقة عليه بالقراءة الأولى، بعدما صادقت الهيئة العليا للكنيست بالقراءة التمهيدية على القانون قبل أكثر من (14) شهراً، فيما كان الكنيست قد صادق بالقراءة التمهيدية على قانون يحظر استخدام مكبرات الصوت لرفع أذان الفجر في الأراضي الفلسطينية المحتلة منذ العام (1948)وهو ما ينذر بصب مزيد من الزيت على النار.