نهاد الطويل - النجاح الإخباري - يبدو أنَّ المخاوف من تصاعد "غضبة القدس" بالتزامن مع الحراك الشعبي الفلسطيني، فرضت نفسها على طاولة الاحتلال واتصالاته مع الجهات الرسمية العربية، على ضوء المخاوف من انفجار الشارع وخروج المارد يوم غدٍ من القمقم.

وكان المتحدث باسم الرئاسة، نبيل أبو ردينة، أعلن أنَّ الرئيس محمود عبّاس، قرَّر قطع زيارته الخارجية للصين والعودة إلى رام الله لمتابعة الأوضاع في القدس".

وأضاف بحسب ما نشرته وكالة الأنباء الرسميّة "وفا": "الأحداث الجارية والإجراءات الإسرائيلية في القدس تصعيدية ومرفوضة وغير مقبولة، وإنَّ الوضع يتدهور، ومحاولة الجانب الإسرائيلي تحويل الصراع من سياسي إلى ديني لن تُسهم إطلاقاً في الهدوء.. وستؤدي إلى حريق في المنطقة".

في السّياق، أكّدت مصادر سياسيّة أردنية مطّلعة أنّ الأردن يمارس ضغوطًا مكثَّفة على إسرائيل، من أجل إزالة "البوابات الإلكترونية" المفروضة على المسجد الأقصى، والسماح للمصلين بالدخول بحرية كما كانت الأوضاع قبل يوم الجمعة الماضي.

وفيما كشفت الصحافة الإسرائيلية أمس عن جزء من هذه الضغوط الأردنية، تُمارس عبر اتصالات دوليَّة مكثَّفة، وعبر مباحثات مع السلطات الإسرائيلية".

وحسب المصادر، فإنَّ الأردن، وفي كلّ اتصالاته التي يقودها الملك عبد الله الثاني، "متمسك بموقفه بضرورة إزالة البوابات وإلغاء كل الخطوات التي تحاول فرض حقائق جديدة على الأرض، وتغيير الوضع التاريخي والقانوني القائم في المسجد الأقصى/الحرم القدسي الشريف، باعتبار ذلك هو السبيل الوحيد لتهدئة الوضع والتصعيد في القدس".

في سياق قريب، قالت صحيفة "يديعوت أحرنوت" الإسرائيلية، عبر موقعها أمس: إنَّ اتصالات مكثفة جارية بين المملكة الأردنية وإسرائيل في سعي لإنهاء الأزمة التي افتعلها الاحتلال بالمسجد الأقصى ومحيطه.

وحسب "يديعوت أحرنوت"، فإنَّ المحادثات الإسرائيلية الأردنية تتم بشكل مكثف، وأنَّ المندوب الإسرائيلي هو المبعوث الخاص لبنيامين نتنياهو، المحامي يتسحاق مولخو، وإلى جانبه مسؤولين في "الأجهزة الأمنية".

 ونقلت الصحيفة عن "مصدر فلسطيني" قوله، إنَّ الملك عبد الله الثاني مشرف بشكل مباشر على الاتصالات، التي تهدف إلى إنهاء الأزمة حتى قبل صلاة الجمعة يوم غد، وخاصة أنَّ المرجعيات الدينية الإسلامية في القدس، أوصت بإغلاق مساجد المدينة، ليتوجه المصلون إلى محيط الأقصى وأداء صلاة الجمعة في الساحات المقابلة لبوابات المسجد.

ومن بين ما تعرضه حكومة الاحتلال، أنَّ الدخول عبر البوابات الإلكترونية يكون انتقائيًّا، وليس للجميع، بمعنى إعفاء الرجال من جيل معين وأكثر، وإعفاء النساء والأطفال مقابل إلزام الشبان حتى جيل معين.

وفي المقابل، قالت صحيفة "معاريف" الإسرائيلية على موقعها أمس، إنَّ "خلافًا حادًّا" نشب بين جهاز المخابرات الإسرائيلية العامّة "الشاباك" وشرطة الاحتلال في القدس المحتلة، بعد أن طلب الشاباك إزالة الأبواب الإلكترونية المغناطيسية، كونها ستتسبب بانفجار، بينما يرفض جهاز "الشرطة" هذه التوصية، وينتظر الجهازان قرارًا من نتنياهو، الذي كان قد أعلن يوم الأحد الماضي رفضه لأي تراجع عن نصب تلك الأبواب.

بدوره عبر البيت الأبيض عن قلقه الشديد إزاء الأحداث في الحرم القدسي الشريف، مشيرة إلى مواصلتها مراقبة التطورات عن كثب.

وقالت الإدارة الأمريكية في بيان: "إنَّ الولايات المتحدة تشعر بقلق  شديد إزاء التوترات المحيطة بالحرم القدسي الشريف، داعية إسرائيل والأردن لبذل الجهود للحد منها."

وكشفت صحيفة معاريف العبرية عن ضغوطات أمريكية على الحكومة الإسرائيلية لإزالة البوابات الإلكترونية من المسجد الأقصى.

وتزامنت دعوات النفير نصرة للأقصى مع فعاليات الغضب التي أنطلقت الأربعاء بمدن الضفة الغربية وغزة والتي تستمر حتى وقف انتهاكات الاحتلال للمسجد الأقصى.

وأجمعت قيادات وطنية تحدثت في وقت سابق لـ"النجاح الإخباري" على ضرورة تصعيد حالة الغضب الفلسطينية وسط دعوات لحركتي بالتصعيد والمواجهة المباشرة مع الاحتلال عند نقاط التماس وهو ما دفعه للتأهب وإعلان حالة الاستنفار.