نابلس - النجاح الإخباري - نظم قسم العلوم السياسية في جامعة النجاح الوطنية بالشراكة مع جمعية بذور للتنمية والثقافة في محافظة نابلس، المنتدى السياسي الدولي الأول، تناول تقييم السنوات الأربع المنصرمة من رئاسة دونالد ترامب من زوايا اختصاصية، وما ترتب عليها من نتائج وآثار عميقة على كل المستويات الفلسطينية والإقليمية والمحلية.
أكد على أن الإدارة الأمريكية لا تحمل أي تغيرات جوهرية حول القضية الفلسطينية، وأن الوحدة الوطنية هي المسار الأهم فلسطينيا
قسم العلوم السياسية وجمعية بذور للتنمية والثقافة ينظمان المنتدى السياسي الدولي الأول
"ما بعد الانتخابات الأمريكية: تغيرات وتحولات"
نظم قسم العلوم السياسية في جامعة النجاح الوطنية بالشراكة مع جمعية بذور للتنمية والثقافة في محافظة نابلس، المنتدى السياسي الدولي الأول، تناول تقييم السنوات الأربع المنصرمة من رئاسة دونالد ترامب من زوايا اختصاصية، وما ترتب عليها من نتائج وآثار عميقة على كل المستويات الفلسطينية والإقليمية والمحلية.
وتناول المتحدثون بالتحليل والاستشراف الملامح الرئيسية التي يمكن أن تتسم بها السنوات القادمة من حكم الرئيس المنتخب جوزيف بايدن.
وقد شارك في المنتدى الدولي مختصون وخبراء وأكاديميون مرموقون من الولايات المتحدة الأمريكية وأوروبا والعالم العربي وفلسطين، من خلال ثلاث جلسات تناولت الأبعاد المحلية/الفلسطينية، والإقليمية، والدولية التي من الممكن أن تترتب على نتائج الانتخابات الأمريكية الأخيرة. وقد بدأ المنتدى أعماله بالجلسة الافتتاحية التي أدارها د. رائد الدبعي مدير جمعية بذور ورئيس لجنة الأنشطة في قسم العلوم السياسية في جامعة النجاح، تلاها كلمة ترحيبية قدمها د.شاكر البيطار نائب رئيس جامعة النجاح الوطنية للشؤون الإدارية نيابة عن رئيس الجامعة د. ماهر النتشة، مشيرا بأن تنظيم هذا المنتدى يندرج في إطار مواكبة الجامعة للتطورات المحلية والإقليمية والدولية، في الشأن السياسي، عبر قسم العلوم السياسية، مؤكداً حرص الجامعة على التنسيق والتعاون مع مختلف المؤسسات البحثية والأكاديمية في مختلف دول العالم، وأن هذا المنتدى الذي يضمن كوكبة من الخبراء وعلماء السياسة، والمحللين، والنواب، هو أحد ثمار هذا التنسيق الأكاديمي.
وناقشت الجلسة الأولى للمنتدى واقع الصراعات والمحاور الإقليمية في المنطقة العربية والشرق الأوسط، ومآلاتها في ظل إدارة الحزب الديمقراطي القادمة، حيث أدارت الجلسة د. مها المصري المحاضرة في قسم العلوم السياسية في جامعة النجاح الوطنية. إذ قدم د. خالد الحروب أستاذ الدراسات الشرق أوسطية في جامعة "نوث ويستيرن" في قطر مداخلته التي قدم فيها توصيفا لثنائية السياسات الأمريكية في هذه المنطقة والتي قامت على عمليتين متلازمتين: "عملية السلام" بين "اسرائيل" والفلسطينيين والعرب من جهة، وعملية الحرب في مواجهة خصوم الولايات المتحدة الأمريكية وإسرائيل، وبشكل خاص إيران.
وأشار د. الحروب إلى أن التطبيع بين بعض أنظمة الخليج العربي و"إسرائيل"، إضافة إلى سباق التسلح الذي أشعلته إدارة ترامب قد وضع المنطقة في حالة خطيرة من عدم الاستقرار والحروب.
وأكد على أن الاستراتيجية الأمريكية في المنطقة لا تقوم على حل صراعاتها بل على إبقاء هذه الصراعات تحت السيطرة والتحكم بما يحقق استمرار واشنطن في إدارة صراعات المنطقة لحساب مصالحها ومصالح حلفائها الإقليميين. وتوقع د. الحروب أن تقدم إدارة بايدن على تنفيس بعض بؤر التوتر وأن تعمل على انحسار حالة الحرب لصالح التوجه الذي اعتمدته إدارة باراك أوباما في التعامل مع الملف النووي الإيراني، ومحاولة لجم الحرب في اليمن.
أما على صعيد القضية الفلسطينية فقد أشار إلى أنه من غير المتوقع أن تقدم هذه الإدارة على استثمار الكثير من الوقت والجهد في تغيير جدي للمعطيات التي كرستها إدارة دونالد ترامب.
من جانبه تحدث د. باسم الزبيدي أستاذ العلوم السياسية والفكر السياسي في جامعة بير زيت حول مسألة الديمقراطية وحقوق الإنسان في المنطقة العربية من زاوية السياسات الأمريكية، مؤكداً بأن الولايات المتحدة الأمريكية تنظر إلى هذه القضية من خلال خبراتها الخاصة وتصورها لذاتها كنظام ديمقراطي.
وأكد على أن الإرث الطويل للتدخلات الأمريكية في المنطقة وحول العالم تحت شعار دعم الديمقراطية والدفاع عن حقوق الإنسان قد شهد تراجعا لصالح الميل أكثر لتحقيق الاستقرار في العالم كأولوية من خلال استراتيجية low intensity conflicts، أي الحفاظ على سياسة تبقي صراعات المنطقة عند نقطة متدنية.
وقدم د. زبيدي تحليلا لفهم الولايات المتحدة للقوة باعتبارها أن لا يحقق أي طرف ما لا تريده أمريكا في سياق أولوياتها الرئيسية في المنطقة وحول العالم والتي تتركز على: الاقتصاد، تأمين خطوط الملاحة البحرية، وأمن إسرائيل.
ورأى ان واشنطن ستسعى دوما وبكل الوسائل لمنع أي قوة من زعزعة الأمر الواقع. بالمقابل فإن لواشنطن صيغا محددة للتعامل مع الديمقراطية في المنطقة العربية أهمها: أن ذكر الديمقراطية كمفردة أو مفهوم يستدعي في الولايات المتحدة اسم "إسرائيل" باعتبارها الديمقراطية الوحيدة، وأن إيران هي نظام شمولي ديكتاتوري. بذات الوقت لم تتردد، ولن تتردد واشنطن في الإقدام على خرق حقوق الإنسان مثلما فعلت في العراق، إلى جانب احتفاظها بعلاقات خاصة مع الأنظمة المستبدة بخاصة في عهد إدارة دونالد ترامب.
وتحدث د. رائد انعيرات أستاذ العلوم السياسية في جامعة النجاح الوطنية في هذه الجلسة حول المسارات والخيارات الفلسطينية ذات الصلة بإنهاء الانقسام والانتخابات ارتباطا بعودة الحزب الديمقراطي إلى الرئاسة في واشنطن.
وأشار د. نعيرات إلى الفلسطينيون يعيشون مسارات غير مكتملة أبرزها عدم اكتمال إستراتيجية الانفكاك عن الاحتلال، ومسار إنهاء الانقسام الذي لا يتقدم.
وفي شأن الانتخابات الفلسطينية أشار إلى أن إدارة جو بايدن لها عدد من التوجهات ذات العلاقة بالقضية الفلسطينية: أنها إدارة واقعية، وليس لديها نظرية تجاه الواقع الفلسطيني، وبأنها إدارة داعمة لإسرائيل في مرتكزاتها، ورؤيتها وطاقمها. ثم تطرق د. نعيرات إلى استشراف سياسات الإدارة القادمة مشيراً إلى أن الرئيس المنتخب بايدن لا يساند صفقة القرن، ولا يدعم الخطط "الإسرائيلية" بضم أجزاء من الضفة الغربية، ولكنه بالتأكيد لن يقف في مواجهة "إسرائيل"، أو يمنعها من تطبيق خططها.
فيما ناقش المتحدثون خلال الجلسة الثانية الإشكاليات ذات العلاقة بالنظام الدولي والعلاقات الأمريكية-الأوروبية بين حقبة رئاسة دونالد ترامب والتوقعات المحتملة لهذه العلاقات في ظل إدارة جو بايدن، التي أدارها السيد "توبياس بيتس " مدير مؤسسة فيلي براندت الألمانية في برلين، حيث قدم السفير ماجد بامية المنسق السياسي في بعثة دولة فلسطين بالأمم المتحدة مداخلة شخصت واقع النظام الدولي وقواعده عشية وبعد الحرب العالمية الثانية، مشيراً إلى أن هذا النظام لم يكن مصمما أصلا للدفاع عن قضايا التحرر الوطني وقيم العدالة، بما في ذلك القضية الفلسطينية.
وحسب رأيه فإن هذا النظام بدأ بالتغير لناحية الاهتمام بالحقوق الفلسطينية في ظل نسق للعلاقات الدولية تهيمن عليه القوى الديمقراطية-الليبرالية في العالم الغربي.
وأشار بامية إلى أن إدارة دونالد ترامب قد نزعت بشكل متطرف نحو سلوك منفرد على الحلبة الدولية مستبعدة تماما مسألة التعددية أو الليبرالية. هذه السياسية -حسب رأيه- لم تستهدف الفلسطينيين فقط بل علاقات واشنطن مع العالم أجمع، علما بأن الفلسطينيين كانوا أكثر المتضررين من هذه السياسات.
واعتبر بامية بأن فوز بايدن بالرئاسة هو علامة ارتياح، وتوقع أن تلجأ الإدارة الجديدة إلى تنفيس التوترات الدولية التي خلقتها الإدارة السابقة وبأن تستعيد سياسات التعددية واحترام المنظمات الدولية التي لم تعطها إدارة ترامب أية أهمية أو اعتبار. واعتبر بامية بأن السؤال بالنسبة للفلسطينيين هو كم من الوقت والجهد ستعطي الإدارة الجديدة للموضوع الفلسطيني، في ظل تغيرات كبرى تحصل في العالم.
وتحدث في هذه الجلسة كذلك كل من "إيفين أنجير" عضو البرلمان الأوروبي والمقرر الدائم لفلسطين في البرلمان الأوروبي و"مرغريت اوكين" عضو البرلمان الأوروبي عن حزب الخضر الدنماركي حول العلاقات الأوروبية-الأمريكية وتأثيراتها على القضية الفلسطينية، وعملية التسوية بين الفلسطينيين والاسرائيليين.
وأكدت "أنجير" على أن السياسة الثابتة للاتحاد الأوربي ما زالت قائمة على التمسك بحل الدوليتن.
واشارت في هذا الصدد إلى أن تراجع الأدوار الدولية للولايات م. أ في عهد إدارة ترامب قد هدد فرص التسوية بحكم ما ألحقه من أضرار بالنظام الدولي والتوافقات الدولية في العديد من المجالات.
في هذا السياق اعتبرت المتحدثة بأن "خطة السلام" التي تبناها دونالد ترامب هي في الواقع "خظة حرب"، وهي من أبرز مصادر التوترات التي سادت العلاقات الأمريكية الأوروبية في السنوات الأربع الماضية.
وأشارت إلى أن هذا التوتر وضع الترتيبات الدولية المتفق عليها وقواعد السلوك الدولي في مهب الريح، وبخاصة بسبب سياسات ترامب تجاه الاتحاد الأوروبي في مسائل التجارة والملفات الدولية المختلفة مثل ملف البيئة.
وتوقعت "أنجير" أن تكون هذه التوترات في طريقها للانتهاء في ظل الإدارة الأمريكية الجديدة، وهو ما سيمكن الاتحاد الأوروبي من لعب دور أكثر تأثيرا في إعادة أجندة حل الدولتين إلى الطاولة.
من جانبها ركزت مداخلة "مرغريت أويكين" على عمل الإدارة الأمريكية الراحلة ومعها حلفائها على الترويج لفكرة ورواية تعتبر الفلسطينيين مسؤولون عن مأساتهم الخاصة بحكم رفضهم لكل العروض التي قدمت لهم. وتحدثت "أوكين" عن الفرص المتاحة أمام الفلسطينيين في أوروبا للتأثير على عمليات صناعة القرار في المرحلة المقبلة، واستغلال فترة رئاسة بايدن لتدعيم السردية الفلسطينية. واشارت إلى أن الدبلوماسية الفلسطينية في أوروبا بحاجة إلى نفض وإلى توحيدها وبناء قنوات الاتصال بينها وهو الأمر المفقود في تحركات السلك الدبلوماسي الفلسطيني في أوروبا، حسب تعبيرها.
من جهته قال أستاذ العلاقات الدولية في جامعة "شيفيلد" البروفسور "يان سيلبي" بأن المرحلة المقبلة لإدارة بايدن ستتسم بدرجة كبيرة من عدم اليقين، وبخاصة في ظل ما يمكن أن تقوم به إدارة دونالد ترامب خلال الفترة المتبقية لها في البيت الأبيض، وما يمكن أن تقدم عليه من خلط للأوراق على الساحة الدولية والشرق أوسطية على وجه الخصوص.
وتوقع "سيلبي" أن تستمر الأزمات التي تعصف بالنظام الدولي في عهد الإدارة الجديدة وبخاصة في مجال التحديات البيئية، والأزمات الاقتصادية-الاجتماعية الناجمة عن النظام الرأسمالي، وهو ما يشير إلى أن عناصر الاستمرارية في سلوك واشنطن ستكون أكبر من عناصر التغيير، ومشيراً إلى أن العالم بدأ بالتغير منذ الأزمة الاقتصادية عام 2008، وما نتج عنها من تغيرات اجتماعية كبيرة، تجلت في السياسة الدولية فيما يعرف بسياسات ما بعد الحقيقة Post-Truth Politics التي جلبت معها وصاحبتها نزعات الشعبوية والشوفينية التي أتت بدونالد ترامب إلى الرئاسة. من هذه الزوايا يرى "سيلبي" بأن إدارة بايدن ستجلب معها تغيرات في الأسلوب والخطاب ولكن ليس في عمق السياسات، فلن يعود مثلا لخطاب "أمريكا أولا" أو "لنجعل أمريكا عظيمة من جديد" مكان في ظل إدارة بايدن، وستجنح هذه الإدارة نحو سلوك متعدد الأطراف.
وتمحورت الجلسة الثالثة حول توجهات الإدارة الجديدة في الشرق الأوسط والمسألة الفلسطينية والتي تحدث فيها كل من البروفسور رشيد خالدي أستاذ التاريخ في جامعة كولومبيا/نيويورك، والدكتور نادر هاشمي أستاذ الدراسات الدولية والشرق أوسطية في جامعة دنفر/كولورادو، والدكتور حسن نافعة أستاذ العلوم السياسية في جامعة القاهرة، وأدارها د. عبد الرحيم الشوبكي المحاضر في قسم العلوم السياسية في جامعة النجاح الوطنية.
وبدأ "خالدي" مداخلته بالحديث عن زيارة وزير الخارجية الأمريكية "مايك بومبيو" إلى إحدى المستوطنات الإسرائيلية في الضفة العربية. وأشار إلى أن هذه الخطوة الخطيرة تأتي في سياق سلسلة خطوات بادرت وستبادر لها إدارة ترامب في المنطقة تشمل سحب القوات الأمريكية من العراق ومن أفغانستان، واحتمال الإقدام على عمل استفزازي ضد إيران أو تشديد العقوبات عليها.
وأضاف الخالدي، أنه من المتوقع أيضا أن تكثف هذه الإدارة قبل رحيلها ضرباتها ضد الفلسطينيين.
وبالنسبة للأفق الاستراتيجي للقضية الفلسطينية في عهد إدارة بايدن أكد الخالدي على أننا لن نشهد أي جديد يتعلق بالقضية الفلسطينية مشيراً إلى أن طاقم العمل الانتقالي الذي يحيط بالرئيس المنتخب والمرشحين لمناصب رفيعة في إدارته هم إما من إدارتي أوباما وكلينتون، أو سياسيون معروفون بمواقفهم الداعمة لإسرائيل وعلى رأسهم مستشاره للسياسات الخارجية توني بلينكن.
وتوقع الخالدي بأننا ربما نشهد بعض التغييرات الهامشية مستغربا الاستقبال الحماسي الذي تبديه السلطة لفوز بايدن بالرئاسة.
وحسب رأي الخالدي فإن ما سيأتي هو إعادة بعث لصفحة قديمة بدأت منذ كامب ديفيد1 في العام 1979 والتي تضع أمن "إسرائيل" كأساس لأية تسوية سياسية، وهو ما حصل عليه الفلسطينيون في اتفاقيات أوسلو في حين رفضوه في السابق.
بدوره قدم د. نادر هاشمي قراءة معمقة للإستراتيجية الفلسطينية المطلوبة في المرحلة المقبلة استنادا إلى فهمه لما يمكن أن يكون عليه شكل سلوك ومواقف الإدارة الجديدة.
واستعرض هاشمي الملامح العامة لمواقف إدارة بايدن من أهم القضايا في الشرق الأوسط مشيرا إلى مساندتها للتطبيع الخليجي-الإسرائيلي، وهو الموقف الذي يدل على أن هذه الإدارة ستستمر بذات نهج محاباة ودعم النظم الديكتاتورية واستهداف محاولات الدمقرطة في العالم العربي، وهو ما سيشكل الإطار العام لسياسات إدارة بايدن في المنطقة. وأشار إلى أن الإدارة الجديدة لن تقدم الكثير للفلسطينيين، منتقدا سياسات القيادة الفلسطينية ومشيرا إلى أن قرارها بالعودة إلى التنسيق مع إسرائيل يشكل انتكاسة سياسية وأخلاقية. وقدم هاشمي عرضا لما يمكن وصفه باستراتيجية عمل دولي وعربي مستعينا بما كتبه الراحل "إدوارد سعيد" تحت عنوان "استراتيجيات الأمل" والمستمدة من المقارنة بين نضالات السود في جنوب إفريقيا وبين نضالات الفلسطينيين.
واعتبر هاشمي بأن الميدان الأساسي لصراع الفلسطينيين من أجل التحرر هو الميدان الأخلاقي والسياسي، حيث يتمتع الفلسطينيون بثلاث عوامل أو معطيات تقف في صفهم هي: الحقيقة، العدالة، والرأي العام العالمي، مشيرا إلى القصور الفلسطيني الذاتي في العمل على استثمار هذه المعطيات.
وقدم د. حسن نافعة تقديرا لما يمكن أن تكون عليه سياسات الإدارة الجديدة مشيرا إلى تغييرات متوقعة في مقاربات واشنطن لدزرها وعلاقاتها على المستوى الدولي عموما وفي منطقة الشرق الأوسط على وجه التحديد. وقال بأن هذا التغيير ليس بسبب تغير في مواقف الولايات المتحدة أو مصالحها المتصورة، فعناصر الاستمرارية أكبر من عناصر التغيير في هذا المجال. إن السبب في التغيير المتوقع -حسب نافعة- هو بالتحديد ما مثلته أربع سنوات من حكم ترامب من خروج عن وضعية الاستمرارية وانقلاب على ثوابت السياسة الخارجية الأمريكية.
وتساءل نافعة عن الكيفية التي ستتصرف بها إدارة بايدن إزاء الشرق الأوسط إذا لم تقدم إدارة ترامب على فعل يقود لكارثة سياسية كبرى كأن يتم توجيه ضربة عسكرية لإيران أو أي بلد اخر في المنطقة.
واعتبر بأن أهم مقياس لسياسات الإدارة الجديدة هو تصرفها في الملف الإيراني.
وخلص المنتدى السياسي إلى عدة توصيات قدمها د. حسن أيوب؛ رئيس قسم العلوم السياسية في جامعة النجاح الوطنية، تمثلت في أن
الإدارة الأمريكية الجديدة سوف تقدم على بعض الخطوات غير الجوهرية فيما يتعلق بقضية الصراع الفلسطيني-الإسرائيلي، والاهتمام الأمريكي بالشأن الفلسطيني. والتأكيد على ضرورة أخ الفلسطينيين العبرة من تجارب الشعوب والأمم الساعية لانتزاع حقوقها بأن يقدموا فوراً على إنهاء الانقسام الفلسطيني وهو الذي يمكن أن يشكل أساس التعامل مع إدارة بايدن. وهو ما يستلزم إعادة نفض للاستراتيجيات الفلسطينية، ورفدها بدماء جديدة من خلال إعادة بناء الشرعيات الفلسطينية جميعا.
وخلص المنتدى السياسي إلى أن انتهاء حكم ترامب وقدوم إدارة بايدن يمكن أن يشكل فرصة وإن كانت ضيقة للفلسطينيين، وبأن هذا رهن بامتلاك مشروع وطني قائم على إعادة تعريف الاحتلال، وعدم ربط مسار المصالحة وإنهاء الانقسام وإعادة بناء النظام السياسي الفلسطيني بالعلاقة مع الاحتلال أو مع واشنطن، وتوسيع دائرة الدبلوماسية الشعبية الفلسطينية حول العالم. وتبني الفلسطينيون استراتيجية تستفيد من التغيرات التي ستطرأ على بيئة النظام الدولي بعد رحيل دونالد ترامب.
وتعزيز الحضور الفلسطيني في مؤسسات الاتحاد الأوروبي بكل مستوياتها وبخاصة في بروكسل، وخلق شبكة عمل دبلوماسي وإعلامي ومجتمعي فلسطيني عبر القارة الأوروبية. أبعد من أوروبا وبما يشمل الولايات المتحدة الأمريكية والعالم العربي، فأن استمرار التشتت والانقسامات الفلسطينية يعني بأن الفلسطينيين مقبلون على أيام سوداء بغض النظر عن الجهة التي تحكم في واشنطن حسب تعبير البروفسور رشيد خالدي، والذي شدد على أن الاستراتيجية الفلسطينية على الحلبة الدولية يجب أن تركز على الوصول للرأي العام وللقوى الاجتماعية المؤثرة والإعلام، وعلى بناء التحالفات على المستويات الشعبية. وهذا يحتاج إلى خطاب سياسي فلسطيني متماسك وموحد وتصورات فلسطينية مشتركة تحدد ما يريده الفلسطينيون من إدارة بايدن.