نابلس - محمد جودالله - النجاح الإخباري - عندما وضعت جامعة النجاح الوطنية محور البحث العلمي كأحد أهم محاور خطتها الإسترتيجية، كانت رؤيتها تتمثل في إخراج سفراء لها يكونون خير ممثلين في مختلف الدول والمحافل والجامعات على مستوى العالم، باحثين ضمن أشهر فرق البحث العالمية يسطرون إسم جامعة النجاح على الأوراق المنشورة في نخبة المجلات العلمية.
الدكتور يوسف محمود سلامة، كان أحد أولئك السفراء حيث تخرّج من قسم البيوتكنولوجي في كلية العلوم في جامعة النجاح الوطنية في عام 2009، ونظراً لتميّزه عمل كمساعد للبحث والتدريس في الجامعة قبل أن تبتعثه في عام 2012 لإكمال دراساته العليا في اليابان.
وفي اليابان نشط الدكتور سلامة في مجال السرطان والخلايا الجذعية قبل أن يصبح أحد خيرة الباحثين في هذا المجال ليس على مستوى اليابان فحسب بل على المستوى العالمي.
ومؤخراً نجح فريق من الباحثين من معهد العلوم الطبية بجامعة طوكيو بالتوصل لآلية جديدة قادرة على تحديد بروتين ومستقبلات موجودة على الخلايا السرطانية التي تسبب تكوين سرطان الجلد( الميلانوما)، وكان الدكتور سلامة هو المؤلف الأول للورقة البحثية وأحد أعضاء الفريق البحثي لجامعة طوكيو والمكتشف لفكرة البحث.
ويمثل "الميلانوما" حوالي واحد في المئة من سرطانات الجلد، ولكنه يسبب الغالبية العظمى من وفيات هذا النوع من السرطان، وذلك وفقاً لجمعية أمراض السرطان الأمريكية، وتنمو أورام سرطان الجلد "الميلانيوما "بشكل أكبر مقارنة بغيرها، حيث تنتشر على الأرجح بسبب تفاعلات بين زوج من الجزيئات، ومن خلال عملية الانتشار التي تعرف باسم( metastasis) تصل الأورام إلى الرئتين والكبد والطحال وغيرها من أعضاء الجسم.
ووفقاً للتجارب في الفئران والخلايا البشرية، فإنه وعند حقن هذا النوع من الخلايا السرطانية في الفئران يتكون عندها Tumor كبير مما يجعل الفئران المحقونة تموت في أقل من شهر، ومن المحتمل أن تستعيد النتائج التي توصل إليها الفريق البحثي وجود نوع من علاج السرطان الذي تم التخلي عنه سابقًا في التجارب السريرية، كما تشير النتائج إلى أن جزيء واحد مرتبط بالفعل بالبدانة والخرف كسبب محتمل لورم خبيث، أو انتشار الخلايا السرطانية في مناطق أخرى من الجسم.
من الجدير بالذكر أيضا أن فريق جامعة طوكيو الطبي بقيادة الأستاذ المشارك بيتي هيسيغ قد قام بدراسة بروتين (منشط البلازمينوجين) ويختصر باسم (tPA) على مدى طويل ولأكثر من عقد من الزمان، حيث توصل الفريق الى أن الخلايا السرطانية التي تنتج بروتين (tPA) تقوم أيضاً بإنتاج كميات كبيرة من المستقبلات لهذا البروتين المعروفة باسم ( LRP1) ، ومن خلال التجارب توصل الفريق الى أن تثبيط البروتين أو المستقبلات المرتبطة به تؤدي إلى تراجع كبير في انتشار الخلايا السرطانية وذلك بشكل ملحوظ.
ويقول الدكتور سلامة :"إن فهم أفضل للتفاعلات المحددة لـ LRP و TPA يعطينا الأمل أن يؤدي إلى ايجاد علاج للسرطانات التي تنتج من نشاط زائد لبروتين TPA وفِي نفس الوقت التمكن من الحفاظ على إجراءات الإنزيم البروتيني العادية والصحية المهمة في الجسم ".
كما يقترح الدكتور سلامة أيضاً أن العلاج الوراثي قد يكون مرتبطاً بالعلاج المناعي للسرطان، وذلك عندما يتم استهداف الآلية التي يسلكها السرطان باستخدام البروتينات وبالتالي تمكين الجهاز المناعي من العمل والنتيجة تكون في تثبيط ومنع انتشار السرطان في الجسم.
ويتحدث الدكتور سلامة بالنيابة عن الفريق البحثي موضحاً "عند قيامنا بإجراء التجارب على الفئران من خلال حقنها بخلايا سرطانية معدلة وراثياً وذلك بحذف الجينات التي تؤدي إلى إنتاج بروتينات TPA , LRP1 ، وجدنا توقف ملحوظ لانتشار الخلايا السرطانية، وبالتالي استطاعت الفئران العيش تقريباً بنفس عمر الفئران الطبيعية التي لم يتم حقنها بأي نوع من الخلايا السرطانية".
ويُعد هذا الاكتشاف الجديد بمثابة نقلة نوعية في إيجاد آلية جديدة تمكن من الحد من انتشار هذا النوع من السرطان المميت ذو الخطورة العالية من خلال اكتشاف العلاقة الطردية بين بروتينات TPA LRP1)، وقد يضعنا هذا الإكتشاف على أعتاب عصر علاجي جديد يعتمد على تصنيع عقاقير وأدوية ومضادات علاجية جديدة تسـتطيع أن تستهدف بشكل أساسي الطفرات الوراثية للأورام.
يُذكر أنه تم نشر الإكتشاف الجديد في مجلة علمية مشهورة في علم الوراثة الجزيئية (THE FASEB JOURNAL)، وتم وضع اسم الدكتور سلامة كناشر أول كما تم وضع إسم جامعة النجاح الوطنية في المجلة.
لزيارة المجلة والورقة العلمية من خلال الرابط التالي:
(doi: 10.1096/fj.201801339RRR)
كما تم نشر الورقة العلمية في مجموعة من المواقع العالمية التي يمكن زيارتها من خلال الروابط التالية:
https://www.u-tokyo.ac.jp/focus/en/press/z0508_00017.html
https://www.eurekalert.org/pub_releases/2018-11/uot-ctl111618.php
https://aus.remonews.com/cutting-the-legs-off-cancer/
http://esciencenews.com/sources/science.daily/2018/11/22/cutting.legs.cancer