منال الزعبي - النجاح الإخباري - على عهدها جامعة النجاح الوطنية، الصرح العلمي العريق الذي يحتضن أبناءه بود، ويصنع منهم عمالقة كلٌّ في مجاله، تكرِّم طلبتها المتفوقين شحذًا لهممهم، واستزادة من تفوق قادم ينير أركان الوطن بالكفاءة والعطاء.
احتفلت اليوم بفوجها الثامن والثلاثين من النخبة المتفوقين، الطلبة الأوائل على كلياتهم وأقسامهم.
حفل نُسج على شرف الوطن رعاه الرئيس محمود عباس بموكب تقدَّمه وزير التربية والتعليم صبري صيدم نائبًا عن الرئيس، وبحضور القائم بأعمال رئيس جامعة النجاح الدكتور ماهر النتشة، والدكتور هاني النابلسي ممثلًا عن رئيس مجلس أمناء الجامعة، وأعضاء مجلس أمناء الجامعة، وأعضاء من الهيئة التدريسية.
اجتمعوا لتكريم فوج من المتفوقين يقف شاهدًا على أنَّ وطنًا بحجم فلسطين وجامعة بحجم جامعة النجاح لا يمكن إلا أن تكون في المقدمة وعلى رأس الأشهاد.
ونقل الدكتور هاني المصري، عضو مجلس الأمناء تهاني رئيس مجلس الأمناء صبيح المصري، ورسّخ اعتزاره بجامعة النجاح وانجازاتها وهي تُخرّج أجيالًا من الأكْفاء، فهي منارة العلم في فلسطين، وتناول شعارها تحقيقًا وتطبيقًا "نتحدى الحاضر لنرسم المستقبل".
وتعقد الجامعة الأمل على نخبة أبنائها، للثبات في مواجهة التحديات وصولًا للأهداف والغايات، في مواجهة محتل صلف جبان.
القائم بأعمال رئيس جامعة النجاح الوطنية الدكتور ماهر النتشة والذي هنأ الطلبة المتفوقين أكّد على أهميّة تكريمهم تزامنًا مع مرور مائة عام على تأسيس جامعة النجاح، التي تأسست عام (1918) من القرن الماضي، ومن مدرسة النجاح إلى جامعة النجاح إلى صناعة النجاح.
انجازات ونجاحات
وعدَّد النتشة الإنجازات التي حققتها الجامعة العالم الماضي على المستوى الأكاديمي حيث تمَّ اعتماد برامج أكاديمية جديدة منها برنامج دكتوراه جديد وثلاثة برامج ماجستير جديدة و(11) برنامج بكالوريوس، ما زاد عدد البرامج الأكاديمية في الجامعة إلى (145) برنامجًا، منها (85) برنامج بكالوريوس في مختلف التخصصات، و(67) برنامجًا للماجستير، و(3) برامج دكتوراه، والعمل جار على إضافة برامج جديدة وتخصصات حديثة تواكب التطورات العلمية الحاصلة، حسب النتشة.
ونوَّه النتشة إلى حصول الجامعة خلال العام الماضي على شهادة الايزو العالمية لمعهد النجاح للطفولة، ومركز التعليم الإلكتروني، وهي عضو فعال في العديد من المجالس التنفيذية لشبكات عالميّة.
وفي مجال البحث العلمي قال النتشة: "الجامعة تخصص الميزانيات وتمنح الجوائز وتحفّز الباحثين على المنافسة والإبداع، وهذا الاهتمام أدى إلى زيادة عدد الأبحاث المنشورة التي قدَّمها أعضاء هيئة التدريس في الجامعة محليًّا وعالميًّا، ووصل عدد الأبحاث المنشورة في مجلات ذات عامل تأثير لأكثر من (300) بحث عام (2017)".
كما أشار إلى أنَّ العام الماضي للجامعة كان حافلًا بالجوائز، والمنح البحثيّة، والجوائز التقديريّة، التي حصل عليها المدرسون والطلبة على حدٍّ سواء.
وعرّج على المؤتمرات والندوات التي تشارك بها الجامعة محليًّا وعربيًّا ودوليًّا، حتى تركت بصمة واضحة في المحافل العلميّة.
وذكر النتشة متابعة الجامعة تطبيق معايير الجودة والنوعيّة وتطوير برامجها الأكاديميّة باستمرار وفق أحدث البرامج المعمول بها عالميًّا.
وأشار إلى أنَّ هذه الإنجازات، والجهود العلمية الواسعة وتطور الجامعة أكاديميًّا كانت البذرة الطيّبة التي أثمرت حصول الجامعة على المركز الأوَّل فلسطينيًّا، والسابع والعشرين عربيًّا حسب تصنيف الويبومتركس، والمركز (45) عربيًّا حسب تصنيف كيو اس، وأصبحت في الألفيّة الثانية من بين (26,000) جامعة على مستوى العالم.
وأوضح النتشة أن مساعٍ حثيثة تبذل حاليًّا لتنفيذ خطة أعدَّت لإنشاء مبنى سكن الطالبات، ومبنى استثماري يشتمل على سوق تجاري ومواقف سيارات، ومكاتب وسكن للطلبة في الحرم القديم.
وأضاف: "تعمل الجامعة على إقامة شراكة حقيقية مع المجتمع المحلي من خلال تقديم الخدمات و الاستشارات الفنيّة والتعاون المهني والتقني، من خلال افتتاح مركزتقني في مدينة طولكرم لفحص المركبات تابع لكليّة هشام حجاوي، وهو المركز التقني الثالث لجامعة النجاح".
وقال: "الجامعة تسعى لتوفير بيئة حضارية صحيّة تصلح أن تكون نموذجًا يحتذى به في المجتمع الفلسطيني من خلال تحويلها إلى جامعة خضراء وزيادة المساحات المزروعة والمحميّة والموصولة بشبكات ريٍّ حديثة ومتطورة، واستخدام الطاقة النظيفة للحفاظ على البيئة ونشر الوعي البيئي الصحي".
وبيَّن النتشة أنَّ الجامعة بإدارتها ومجلس أمنائها تسير وفق خطط منهجيَّة مدروسة، ورؤية واضحة تتبنى سياسة التطوير لتظلَّ منارة علم يزداد نورها سطوعًا.
وتحدَّث وزير التربية والتعليم صبري صيدم مشبِّهًا احتفال الجامعة بأبنائها بخليّة نحل تجني محصولها شهيًّا شافيًّا، معتبرًا هذا استكمالًا لمسيرة الانجاز بالإنجاز.
وقال صيدم: "على سلم الأولويات مجموعة من المسارات أهمّها التركيز على التعليم العالي، ونفخر هذا العام وبعهد الدكتور رامي الحمد الله أن نشهد ميلاد قانون عصري للتعليم العالي ونحن على موعد مع محطات جديدة أحدها تطبيق قانون التربية والتعليم العام ضمن مفهوم تسريع التعليم، حيث سنرى أطفالًا مبدعين متميزين يحتلون مواقعًا في الجامعات، واعتماد القبول لشهادات التعليم الإلكتروني".
ونوَّه صيدم أن لا مستقبل لفلسطين تعليميًّا بعيدًا عن التعليم التقني والمهني، ولا بد من التركيز على الريادة والإبداع وحصاد طاقات الأبناء وقدراتهم.
وأشار إلى أنَّ التخصصات في سوق العمل أصبحت كثيرة، ولا بد من تقنين التخصصات بما يخدم المجتمع ويأوي أبناءه بعيدًا عن شح البطالة.
وشدَّد صيدم على أهميَّة التغيير والسير في درب التكنولوجيا المتطوّر، وكسر القوالب وتغيير مدرسة الفكر بغيّة أن نكون منتجين للمعرفة في جامعاتنا ومؤسساتنا.
وتحدَّث بلسان المتفوِّقين الطالب معتصم غوادرة، الحاصل على مرتبة الأوَّل على جامعة النجاح الوطنيَّة، الذي قال:
ما الفضل إلا لأهل العلم إنَّهم على الهدى لمن استهدى أدلاء
وقيمة المرء ما قد كان يحسنه والجاهلون لأهل العلم أعداء
ففز بعلم ولا تطلب به بدلًا فالناس موتا وأهل العلم أحياء
مائة عام مضت وجامعة النجاح تزهو فخرًا بالنخب العلميّة التي تقدِّمها للوطن حاملة ملامح التميز والتفوّق، تضعها بين يدي الوطن جيلًا خلًّاقًا يحمل غراس الطموح والمبادرة بين كفيه.