نابلس - لارا زايد - النجاح الإخباري - نحو مسرح المرحوم حكمت المصري في جامعة النجاح الوطنية، يسيرُ أهالي الطلبة الخريجين بخطىً واثقة نحو مقاعدهم، فخورون تملؤهم البهجة والسرور بما حصده أبنائهم بعد سنواتٍ من الجد منطلقين إلى مسارٍ آخر يحقق المزيد من أحلامهم وطموحاتهم.
وعلى المسرح يذرف البعض من الآباء والأمهات دموع الفرح، في اللحظة التي ينادي بها عريف الحفل على اسم ابنهم أمام الملأ، ليتسلمَ شهادته الجامعية من مدرسيه، ليمرَ على الأهل شريطٌ من الذكريات يجمع الطفولة والشباب في ظل سرعة الأيام المخيفة، ومع هذه المشاعر المختلطة يعيش الخريجون أجمل لحظات حياتهم يحتفلون مع زملائهم على مقاعد الدراسة ويودعون يومياتهم المفضلة في مرافق الجامعة.
ضم الحفل خريجو الفصل الصيفي من الفوج الثالث والأربعين وخريجو كلية هشام حجاوي التكنولوجية وكلية مجتمع النجاح الوطنية، وبحضور رئيس جامعة النجاح الوطنية أ.د عبد الناصر زيد ونوابه ومساعديه وأعضاء مجلس العمداء في الجامعة.
وبعزف السلام الوطني الفلسطيني بدأت فعاليات الحفل، تلاها الوقوف دقيقة صمت حداداً على أرواح الشهداء وقراءة الفاتحة، ثم قراءة آيات من الذكر الحكيم للطالب صهيب سلمان.
"نلتقي اليوم لنتقاسمَ معكم ومع ذويكم الاحتفاءَ بقطافِ ثِمار الجهد والسهر والتعب بِتخريج هذه الكوكبة الجديدة من أبنائي الخريجين والخريجات، طلبة الفصل الصيفي من الفوجِ الثالثِ والأربعين، ونُعلنُ وإيّاكم بدءَ صفحةٍ جديدة تنتقلون فيها إلى مرحلةٍ جديدة في حياتكم، مرحلة الإنتاج والحصاد والبناء"
هذا ما قاله رئيس الجامعة أ.د عبد الناصر زيد في كلمته أمام الخريجين وذويهم مؤكداً بأن جامعة النجاح الوطنية كانت وما زالت، منارةً للعلمِ والاستكشاف، تحرصُ دائماً على تنميةِ المجتمع وخدمةِ قطاعاته، والارتقاء بمستوى التعليم العالي، والتنافس الخلّاق مع الجامعات العالمية لرفعِ اسم فلسطين عالياً، مؤكدة استحقاق الشعب الفلسطيني في إقامة دولته، وتقرير مصيره، وعودة لاجئيه
وبالأغاني الشعبية الفلسطينية التي قدمتها جوقة وفرقة الدبكة والفلكلور التابعين لعمادة شؤون الطلبة، ازدادت جمالية الأجواء وفعاليتها بين الحضور والأهل والخريجين، لتكون فرحة العمر التي لا توازيها فرحةً إطلاقاً.
ولنعيش هذا الشعور سوياً تحدثنا في موقع النجاح الإخباري مع عددٍ من الطلبة الذين تخرجوا بالأمس، ليصفوا لنا جزءً من مسيرتهم التعليمية في جامعة الكل فلسطيني "جامعة النجاح" وحول مشاعر الفخر والاعتزاز لأهلِهم وهم يرتدون ثياب التخرج ويحصدون ثمار تعبهم.
الطالب ورد غرة من جت المثلث في الداخل المحتل خريج كلية الزراعة في جامعة النجاح الوطنية يقول لنا "اخترت الدراسة في جامعة النجاح، لحبي وتعلقي بعالم الحيوانات، ولخبرة الجامعة وطاقمها التدريسي بهذا المجال، وجميع من يلتحقوا بهذا التخصص يكون من باب حبهم لمساعدة الحيوانات وتقديم المساعدة الإنسانية، والكلية منحتنا هذه الفرصة في ممارسة شغفنا الكبير بعالم الحيوانات"
وحول شعوره في حفل التخرج الذي نظمته الجامعة يستدرك غرة حديثه ويضيف "شعور التخرج لا يوصف، أجمل شعور في الحياة، وأتمناه لكل طالب جامعي، نحن نحصد ما زرعناه حقاً، وتكفي الفرحة في عيون الأهل التي شاهدناها بالأمس وفخرهم بنّا وهذا يجعلنا نبقى بسعادةٍ غامرة على مدار العمر، وهذه بداية النهاية حيث سننتقل للحياة العملية لنمارس هوايتنا وطموحاتنا"
أما الطالب عماد زيد خريج كلية التمريض في جامعة النجاح الوطنية والأول على كليته، يقول "إن الهيئة التدريسية في الجامعة سهلت علينا الطريق كثيراً في تخطي الصعوبات وجمع معلومات علمية ووعملية حتى نكون ممرضين مميزين"
ويبين زيد بأن جامعة النجاح تعتبر الأولى فلسطينياً واختار الدراسة بها ب بناءً على سمعة الجامعة المنتشرة بين خريجها وعامة الشعب، فكان هناك تشجيع كبير، منوهاً بأنهم لمسوا هذا الأمر خلال التدريب العملي في فترة الدراسة.
ويضيف زيد " فرحة التخرج كبيرة للغاية، نحن بتخرجنا ونجاحنا نرد الجميل لأهلنا على ما قدموه وبذلوه بحقنا، فهذا أقل مقابل نقدمه لهم، وأجمل المشاعر حينما تم تكريمي في حفلٍ خاص كوني حاصل على المرتبة الأولى في كليتي ومن ضمن كلية الشرف، وهذا يعطينا حافز للاستمرار حيث التحقت بكلية الدراسات العليا لأكمل شغفي ومسيري"
وبمشاعر فرحٍ ليست بمختلفة تعبر الطالبة هبة الغول المتخصصة في مجال التغذية بقولها "بعد 4 سنوات من التعب، عشنا وفرحنا بالأمس كثيراً، وكانت من أكثر الحفلات تميزاً، رأينا نظرة الفخر والإعتزاز من أهِلنا وهو ينتظروننا نمسك بشهادتنا الجامعية، إنه مشهد يثلج الصدور "
وذكرت هبة أنها ستشتاق لجميع اللحظات مع زملائها في الجامعة ، وللنشاطات والفعاليات التي كانت تنظم بالتعاون مع الكلية، حيث وفرت لهم الجامعة كل ما يحتاجونه للإستفادة والتعلم.
وفي الختام قالت رزان أبو وادي من كلية الأعمال والإقتصاد في جامعة النجاح "أنا ممتنة جداً لجامعتي بتخرجي اليوم، ممتنة لأصدقائي والهيئة التدريسية ولكل شخص قابلته في جامعتي العريقة"
وفي ختام الحفل وفي لفتة كريمة منحت الجامعة المرحوم منجي غانم درجة الدكتوراة في التعلم والتعليم من كلية الدراسات العليا وذلك بعد أن توفاه الله إثر مرض عضال.
ومن الجدير ذكره أن الجامعة تنظم بشكلٍ سنوي حفلات التخرج لطلبتها في كافة التخصصات، كما وأنها دعمت مبادرة عدد من الخريجين بإنشاء رابطة خريجي جامعة النجاح الوطنية، من أجل توطيد علاقتها بخريجيها، بما يحقّق رسالتها وأهدافها ورؤيتها بأن يكون للخريجين دور فاعل في المشاركة في فعاليات الجامعة المتعدّدة، وتسويقها محليا وعالمياً، وحشد الدعم لها بأشكاله المختلفة.